من البر الذي لا يضيع، حتى طبق فعله الآفاق ذكراً، وطوق أعناق الوراد والقصاد برا، وكان من أجمل ما به تحفى وأتحف وأعظم ما يعرفه الملك العلام به في ذلك تعرف، إذنه للمتوجهين إذ ذاك في شراء رباع توقف على المصحفين، ورسم المراسم المباركة بتحرير ذلك الوقف مع اختلاف الجديدين، فجرت أحوال القراء فيهما بذلك الخراج المستفاد، ريثما يصلهم من خراج ما وقفناه عليهم بهذه البلاد، على ما رسمه رحمه الله من عناية بهم متصلة، واحترام في تلك الأوقاف فوائدها به متوفرة متحصلة، وقد أمرنا مؤدي هذا لكمالكم وموفده على جلالكم كاتبنا الأسنى الفقيه الأجل الأحظى الأكمل، أبا المجد ابن كاتبنا الشيخ الفقيه الأجل الحاج الأتقى الأرضي الأفضل الأحظى الأكمل المرحوم أبي عبدالله بن أبي مدين حفظ الله عليه رتبته، ويسر في قصد البيت الحرام بغيته، بأن يتفقد أحوال تلك الأوقاف، ويتعرف تصرف الناظر عليها وما فعله من سداد وإسراف، وأن يتخير لها من يرتضى لذلك، ويحمد تصرفه فيما هنالك، وخاطبنا سلطانكم في هذا الشأن، جريا على الود الثابت الأركان، وإعلاماً بما لوالدكم رحمه الله تعالى في ذلك من الأفعال الحسان، وكمالكم يقتضي تخليد ذلكم البر الجميل، وتجديد عمل ذلكم الملك الجليل، وتشييد ما اشتمل عليه من الثراء الأصيل، والأجر الجزيل، والتقدم بالإذن السلطاني في إعانة هذا الوافد بهذا الكتاب، على ما يتوخاه في ذلك الشأن من طرق الصواب، وثناؤنا عليكم أثناء الذي