وبحسب المصافاة، ومقتضى الموالاة نشرح لكم المتزايدات بهذه الجهات، وننبئكم بموجب إبطاء إنفاذ هذا الخطاب على ذلكم الجناب، وذلك أنه لما وصلنا من الأندلس الصريخ، ونادى منا للجهاد عزماً لمثل ندائه يصيخ، أنبأنا أن الكفار قد جمعوا أحزابهم من كل صوب، وفرض عليهم باباهم اللعين التناصر من كل أوب وأن تقصد طوائفهم البلاد الأندلسية بإيجافها، وتنقص بالمنازلة أرضها من أطرافها، ليمحوا كلمة الإسلام منها ويقلصوا ظل الإيمان عنها، فقدمنا من يشتغل بالأساطيل من القواد، وسرنا على إثرهم إلى سبتة منتهى الغرب الأقصى وباب الجهاد، فما وصلناها إلا وقد أخذ أخذه العدو الكفور، وسدت أجفان الطواغيت مجاز العبور، وأتوا من أجفانهم بما لا يحصى عدداً، وأرصدوها بمجمع البحرين حيث المجاز إلى دفع العدا، وتقلصوا عن الانبساط في البلاد، واجتمعوا إلى الجزيرة الخضراء - أعادها الله - بكل من جمعوه من الأعاد، لا كنا مع انسداد تلك السبيل، وعدم أمور نستعين بها في ذلكم العمل الجليل، حاولنا إمداد تلكم البلاد بحسب الجهد، وأصرخناهم بما أمكن من الجند، وجهزنا أجفاناً مختلسين فرصة الإجازة، تتردد على خطر جهز للجهاد جهازه، وأمرتنا لمصاحب الأندلس من المال، بما يجهز به حركته لمداناه محلة حزب الضلال، وأجرينا له ولجيشه العطاء الجزل مشاهرة، وأرضخنا لهم من النوال ما نرجو به ثواب