للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي حيّاه منبرها وسريرها.

والحمد لله الذي اصطفى من هذه الدوحة النبوية الشماء، والشجرة الطيبة الهاشمية التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، إماما ألقى الله له في القلوب حباً جميلاً، ومولى جعله الله على مرضاته سبحانه علامة ودليلاً وخليفة استرعاه بحسن الرعي لخلقه وعباده كفيلاً، وإنتضي من بأسه وبسالته الحماية حمى الشريعة حساماً صقيلاً، مولانا أمير المؤمنين وخليفة الله في الأرضين، وسليل خاتم النبيين، ووارث الأنبياء والمرسلين، المفترضة طاعته على الخلق أجمعين، والممنون بإمامته المقدسة على العالمين، بحر الندى والباس، وعصمة الله للناس، أمير المؤمنين، المنصور بالله مولانا أبا العباس صلوات الله عليه وعلى آله الخلفاء الراشدين والأئمة الطيبين الطاهرين، وطيب بأنفاس المغفرة لحودهم أجمعين. إمام تهتز لذكره أعطاف المنابر، وتتقلد من شريف دعوته أبهى من نفيس الجواهر، وتستضيء البلاد بإكليل شرفه الزاهر، وتسكن العباد تحت ظل رحمته الوارف الوافر، أبقى الله أيامه الغر بقاء يصحب النصر دوامه، وخلد له ولأعقابه هذا الأمر الكريم إلى يوم القيامة.

ولما طلعت، أيدّه الله على هذه الأصقاع الزنجية طلائع إمامته النبوية وخلافته، ولاحت في سمائها شهب مناقبه المنيفة الدالة على فخامة شرفه وأنافته، وتُلِيَت لمجده الآيات البينات التي تشهد له بتراث الرسالة،

<<  <  ج: ص:  >  >>