من الله ورضوان، وتشهد عقدها الكريم ملائكة الرحمان، وآثر أسعده الله أن يؤدي فرضها المعدود من فروض الأعيان، وحكمها الذي توجه به خطاب الشرع العام إلى القاصي والدان، وينشر سنتها المشروعة في صقعه وما يليه من الأصقاع والبقاع بالسودان، تقلداً يستضيء إن شاء الله بأنواره، ويستشرف به العين المكين على مناره، ويخمد به للجهل جذوة ناره وتنتظم به في اتباع الحق زمرة أنصاره ويجتلي به صورة إنسانه، ويستوجب من الله عوارف صنعه وإحسانه ورهف به للعدو على العزمات حد سيفه وسنانه، ويقرع به لرضا الله باب القبول، ويتضاعف له ببركته العمل المقبول، ويستنشق بمشهد عقده الكريم نواسم النبوة، ويعود له به الزمان للشباب والفتوة، ويرفع به منار الإمارة على قواعد الشرع الوثيقة، ويعدل به في كل الأحوال عن المجاز إلى الحقيقة، وتتسنى له به وهي المقصد الأسني والخاتمة الحسنى الأسوة الحسنة بإمامي بني العباس السفاح والمنصور، ويحيي سنتها التي نقلها ثقات الأعلام والصدور، في مبايعتهما الإمام الخليفة المهدي الأكبر سليل سيد المرسلين، وجد مولانا أمير المؤمنين الذي رأى أمام دار الهجرة أنه تراث الخلافة أولى وأحق، وفي منصب الإمامة على شرطها أعرق، وبسريرها ومنبرها أليق.
فتأكد للمنتدب أيده الله بهذه الآثار الشريفة، والمناقب المنيفة، العزم والقصد، وأنجز له فيما أراده صادق الوعد، وساعد نيته الصالحة فيه السعد، فبايعه أعلى الله يده على الأمن والأمانة، والعفاف والديانة، والعدل