هذا ما اشترى المولى اللطيف الجليل، من العبد الضعيف الذليل الميمون ابن علي، اشترى منه في صفقة واحدة دون استبقاء ولا تبعيض، ولا استثناء بتصريح ولا تعريض، جميع المنزل المعروف بمنزل القلب والفؤاد، الذي من سكانه الإخلاص والمحبة والوداد، حده من القِبلة قبوله الأوامر المطاعة، ومن الشرق لزوم السمع والطاعة، ومن الجنوب الإقبال على ما عليه أهل السنة والجماعة، ومن الغرب دوام المراقبة في كل وقت وساعة، بكل ما يخص هذا المبيع المذكور ويعمه، وينتهي إليه كل حد من حدوده ويضمه، من داخل الحقوق وخارجها، ومداخل المنافع ومخارجها، وبكل ما له من الآلات التابعة له في التصرف، والحواس الجارية معه في حالتي الإضاعة والتشرف، السالكة مسلكه في التنكر والتعرف، من يدين ورجلين، ولسان وشفتين، وعينين وأذنين، اشتراء صحيحاً تاماً، شائعاً في جميع المبيع المذكور وعاماً، ثبتت قواعده، وظهرت بالتسليم الصحيح شواهده، بلا شرط ولا ثنيا ولا خيار، ولا بقيا مع حظ نفس ولا اختيار، بثمن رتبته العناية الربانية، ونسخته المشيئة الإلاهية، بين عاجل وآجل، فالعاجل العون على كل مندوب ومفترض، والصون عن كل غرض وعرض، والثناء على النعم الظاهرة والباطنة، وإهداء الآلاء المتحركة والساكنة. والآجل الفوز بالدار القدسية، والحضرة الأنسية، التي فيها ما امتد به جناح التواتر بالخبر الصادق وانتشر، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر