على قلب بشر، من النعيم السرمدي، والحبور الدائم الأبدي.
سلم العبد المذكور هذا المبيع المذكور تسليماً تبرأ فيه من الملكة، ورفع به يد الاعتراض عما يفعل المولى الجليل فيما ملكه، وأيقن أنه المتصرف فيه في سره وجهره، وعلم أن الملك المذكور تحت يد عنزته وقهره، يجري فيه أحكامه القاهرة، وينفذ فيه قضاياه الباهرة، ومقتضي قدرته الظاهرة، وقد أحاط المولى الجليل بهذا المبيع المذكور، إحاطة ظهور، ولم يخف عليه شيء من قليله وكثيره، وجليله وحقيره، ومبانيه ومساكنه، ومتحركه وساكنه، واطلع عليها اطلاع عليم قدير، «ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير».
ولما أسلم العبد المذكور المبيع المذكور وأمضاه، واستسلم لمولاه فيما حكم به وقضاه، تفضل عليه مولاه وغمره بجوده العميم وأولاه، وجعل له السكني بهذا المنزل المذكور مدة حياته، والإقامة فيه إلى حين مماته، وإتيان وفاته، إذ يستحيل على المولى الجليل الحلول في شيء، أو السكون إلى شيء، وهو موجد كل شيء وخالق كل ميت وحي، ومريد كل رشد ومقدر كل شيء (١) به قيام جميع العبيد، وعن قدره غناهم وفقرهم لأنه الفعال لما يريد، وهو ميسرهم لليسرى فمنهم شقي وسعيد، وله الغني عن كل شيء وهو الغني الحميد.