وقد أمر المولى الجليل بخدمة هذا المنزل المذكور خدمة التقرب إليه، وجعل له التصرف فيه لقبول أمره للفوز بما لديه، وبهذا المنزل المذكور بساتين تسمى بساتين الإخلاص، وجنات تعرف بجنات حضرة القلب المعروف بمحل الاستخلاص، التزم العبد المذكور تسهيل أرضها من شوك الشرك والارتياب، وتذليلها من حجر العجب والاضطراب، في حالتي الحضور والغياب، وتنقيتها من أعشاب الحسد والحقد والكبر، وزوال ما فيها من عوارض الغش والخديعة والمكر، وإن يقطع منها كل عود لا منفعة فيه بحديد الفكر، مثل عود الحرص والطمع، ويغرس مكانه شجر الزهد والورع، ويقلم أغصان الميل إلى الأدران والأقذار، وأفنان الركون إلى الأغيار والأكدار، وقضبان السكون إلى الشهوات والأوطار، ويفتح أبواب البذل والإيثار، بمفاتح الجود الحميد المساعي والآثار، ويطلق ينابيع التوكل على مصرف الأقدار، وإن يخدم ما توعر من سواقي مياهها الإخلاصية وحياضها، ويمشي بالمصلحة المصلحة لدوحاتها وغياضها، ويفجر بها مياه الصفاء من الأكدار، المتصلة بساقية الوفاء في الإيراد والإصدار، والملاصقة لساقية ترك الجفاء في هذه الدار، حتى يبدو إن شاء الله صلاحها، ويكثر ببركة الله إصلاحها، وتهب بقبول القبول أرواحها، وتثير بجنى المنى أدواحها، فتنبت قرنفل التنقل، وعود التقبل، وآس الأنس