والسوسان، وياسمين اليأس من كل إنسان، ونعمان النعمة التي لا يصفها لسان.
وقد علم العبد المذكور أن بخارج هذا المنزل حرس الله إيمانه، وأدام أمانه، جيشاً يغير عليه في مسائه وصباحه، وينتهز فيه الفرصة في غدوه ورواحه، ويقطع جادة السبيل بالمرور عليها إلى حضرة الملك الجليل وملك هذا الجيش المذكور النفس الكثيرة الأغراض، الميالة إلى ما يعرض من الأعراض، المعتكفة على المشارب المهلكة والإعراض، وخادم الملك المذكور الشهوة الموقوفة على خدمته، المعدودة في أعلى خزنته، ووزيره المفاخرة، وزمامه المنافسة في زهرة الدنيا وحاجبه المكاثرة، وقيم جيشه المقدم، وفارسه الأقدم، شجاع الغضب، الذي عنده يتولد الهلاك وبه يكون العطب. وطلب العبد المذكور من مولاه السداد بعساكر العزم، وفوارس الحزم، ورغب منه الإعانة بكتائب السداد والتوفيق ومواكب الرشد والتحقيق، وإرسال جيوش الاصطبار، وفوارس الانتصار في ميادين الاختبار، والتدرع بدروع الأذكار، وجولان خيل السعادة في ميادين الاختيار، والعون بأعلام العلم، والسكون في حصن الحلمٍ، حتى يذهب حدة النفس ويزيل كيدها ويميتها في المجاهدة بسيوف المجادلة ويقطع قوتها وأيدها، أو تمديد التسليم بقهرها واضطرارها، وينطق بلسان اعترافها وإقرارها، أنها أسقطت جملة دعواها واختيارها، ودخلت تحت امتثال الأوامر