للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناضرة إلى ربها ناظرة، وصلى الله على محمد وعلى أله وأصحابه وأصهاره، وأزواجه وحزبه وأنصاره، وقالت: ما أعطيت الهمة السنية، إلا للجارية الحضرية، خدي مورد، ونحرني مفند، ولا يرى صدري العابد الزاهد إلا تنهد، ثم أنشدت:

ألا إنما الحسن حسن الحضر. . . علينا ومنا وفينا ظهر

فإن كنت يا هذه نجمة. . . بأعلى السماء فإني قمر

بسحر الجفون وغنج العيون. . . أسل القلوب كسل الشعر

ومن ليل شعري ظلام المسا. . . ومن وجنتي الصباح الأغر

فلما أتمت الحضرية الأبيات، وقد أفصحت في المبادئ والغايات، إذا بهزة عظيمة في المحفل، كاد يرجع أعلاه منها أسفل، فأتت عجوز قد اشتبكت مع صبية، وبينهما معاطاة ومجادلة قوية، والصبية تنادي وتقول: كثر الحمق وقلت العقول، يا قوم اعدلوا بيني وبين هذه العجوز، بكلام يتعقل ويجوز، فقالت العجوز: يا هذه الزمي الوقار، وكفي النقار، فأنا أفصح منك وأعلم، وأسبق وأقدم، ولا أحق بالتعظيم، ممن له الحق القديم، ثم قالت:

الحمد لله راحم الشيب، وساتر العيب، وجامع الناس ليوم لا شك فيه ولا ريب. أنا من ذوات العهود والمواثق، أجمع بين المعشوق والعاشق، وأزوج العرائس، وأقبل النفائس، وأشرف المجالس، ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>