للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد مال الحسن إلى العرب. . . نحن الأقمار بلا كذب

فلا أرج ولنا غنج. . . ولنا دعج بالسحر حبي

ولنا كرم ولنا همم. . . ولنا ذمم للمكتئب

ولقاصدنا فينا أرب. . . فيما يرجوه من الأرب

قد شرف محتدنا وكفي. . . أن المختار من العرب

صل ما دمت عليه تفز. . . يوم الأهوال من الكرب

ثم قالت: نحن ربات القلوب، ومنتهى غاية كل مطلوب، جمالنا أبدع جمال ولساننا أفصح لسان، فالعربية بهذا البيان قمر في شكل إنسان. وسكتت فإذا بجارية حضرية، ذات جمال فائق وهمة سنية، نادتها: كفي عن الجدال، ودعي هذا الاحتيال، فإن من بالمعاطاة يلوذ، كمن يدخل بجهله في زقاق غير منفوذ، إياك أن تذكري في هذا المحفل نسباً أو قبيل، وإن أردت أن تفتحي للحرب باباً فأنا على السبيل، وأعلمي أن رعيان الجمال، لا يفتخرون بحسن ولا بجمال، ثم قالت:

الحمد لله الذي فضل على البادية الحاضرة، وأعطانا الراحة في الدنيا وأعاننا على طريق الآخرة، وخصنا بأحسن الملابس وأيمن المواطن، وأثمن قلوبنا في الظاهر والباطن، ووشحنا بالحلى والحلل، وأسكننا في القصور والدور في ظل الحجب والكلل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عدة للقائه يوم تكون النفوس حاضرة، والوجوه

<<  <  ج: ص:  >  >>