للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتتك العلل بجيش ظاهر غير كمين، وقد تدلت منك الحواصل، وهجرك الصديق المواصل، وتكمشت منك الحلاقم، وتفرقت على أعضائك البلاغم، وتعطلت منك القوائم، فلا تتحركين إلا بعجلة ودعائم وأنشدت:

إذا رق الحسام قضى وأمضى. . . وخط بحده جيد النفاق

وإن رق الزجاج وراق فيه. . . رقيق الخمر لذ لكل راق

فتبصره نحيلاً في نحيل. . . ويعظم فعله عند المذاق

ثم إني سمعت صوتاً يصيح، ويقول بلسان فصيح:

مهلاً رويداً يا جميع من حضر. . . حتى أقول بين بدو وحضر

من هن ربات الخدود الناضرة. . . ذات الخيام أو نساء الحاضرة

نحن جوار من بنات البادية. . . ملامح الحسن علينا بادية

فإن بدت منكن لي مكلمة. . . أنا التي أردها مكلمة

ثم حطت اللثام، عن وجه يشبه البدر ليلة التمام وقالت:

الحمد لله الذي أمره بين الكاف والنون، الحاضر الناظر القاهر الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون، وصلى الله على النبي الذي نور الأفئدة فأبصرت البصائر وقرت العيون، وأنشدت:

<<  <  ج: ص:  >  >>