وأتتك العلل بجيش ظاهر غير كمين، وقد تدلت منك الحواصل، وهجرك الصديق المواصل، وتكمشت منك الحلاقم، وتفرقت على أعضائك البلاغم، وتعطلت منك القوائم، فلا تتحركين إلا بعجلة ودعائم وأنشدت:
إذا رق الحسام قضى وأمضى. . . وخط بحده جيد النفاق
وإن رق الزجاج وراق فيه. . . رقيق الخمر لذ لكل راق
فتبصره نحيلاً في نحيل. . . ويعظم فعله عند المذاق
ثم إني سمعت صوتاً يصيح، ويقول بلسان فصيح:
مهلاً رويداً يا جميع من حضر. . . حتى أقول بين بدو وحضر
من هن ربات الخدود الناضرة. . . ذات الخيام أو نساء الحاضرة
نحن جوار من بنات البادية. . . ملامح الحسن علينا بادية
فإن بدت منكن لي مكلمة. . . أنا التي أردها مكلمة
ثم حطت اللثام، عن وجه يشبه البدر ليلة التمام وقالت:
الحمد لله الذي أمره بين الكاف والنون، الحاضر الناظر القاهر الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون، وصلى الله على النبي الذي نور الأفئدة فأبصرت البصائر وقرت العيون، وأنشدت: