للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا جف لين التين يحلو مذاقه. . . وأحلى مذاقاً في الثمار العجائز

عجزت وليس القلب مني عاجزاً. . . وإني لمن قد رام حربي مبارز

فطعمي ذكي طيب النشر عاطر. . . وإنسان عيني للمحبين غامز

ثم قالت: وإن أردت يا هذه المجون والرقاعة، فأنا والله ربة الصناعة وأستاذة الجماعة، وإذا بالصبية قد أتت تدرج درج القطا على الأقدام، وتبدت فأقبلت إقبال العام، ووردت ورود الغني على أهل الإعدام، وهي تزعم بنفسها كما يزعم البطل المقدام، إذا ساعدته الأيام، ترمق بلحظ نائم وتفعل بأشفارها في قلوب العاشقين ما تفعله الصوارم، ثم نادت: أيتها العجوز الشمصا، يا من كشفت بعيبها عن نفسها الغطا، أما قنعت يا عجوز، يا نشوز، أما كفاك، سد الله بالشوك فاك، هيهات هيهات يا عجوز، يا بنت الدروز، أن يكون لك بعد الهرم طلق، أو يكون الجديد مثل الخلق، أما رأيت شعري الفاحم، وتغري الباسم وغصني الناعم. ثم حطت النقاب، فأخرجت الشمس من تحت السحاب، وقد سلمت على القوم فأفصحت، وقالت فأوضحت:

الحمد لله الذي غرس ريحانة الشباب، في قلوب ذوي الألباب، ثم قالت، وللعجوز أشارت: ويحك لو كنت تبكين على ما مضى، لكان لك أقرب إلى الرضى وأنشدت:

نور الشباب له عز وسلطان. . . وللسعادة أرجاء وأوطان

وللمحاسن أوصاف تقوم بها. . . وللحقائق آيات وبرهان

<<  <  ج: ص:  >  >>