للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روض الشباب تبدت فيه أربعة. . . ورد وزهر ونسرين وريحان

من قال إن زمان الشيب يشبهه. . . عهد الشباب فذاك القول بهتان

يأتي العجوز اندبي ما قد مضى أسفاً. . . ترحلت عنك أوقات وأزمان

وأنتم يا أهيل الحسن كلكم. . . بيني وبينكم في الحرب ميدان

فلما فرغت الصبية من النظام، أقبلت الجواري والعجوز عليهن من أمام، فقالت لها: بورك فيك من صبية، وفي ألفاظك الزكية، وسأقول بينكن مقاله أنصاف يقتضيها الحق وجميل الأوصاف، أما البيضاء وذات السمرة، فتلك فانيدة وهذه تمرة، وزينة الدنيا ذهب ونقرة، ثم قالت للكاملة والقصيرة، مسألتكما عندي يسيرة، إذا كانت الصورة الحسناء كاملة، فهي من النعم الشاملة، وعلى هذا فالقصيرة الذراع، لا يمتد لها في مجال الفخر باع، فإن القصر مذلة، بسبب هذه العلة، فتأدبي مع ذات الكمال، فإنها أبهى منك وأمتع للرجال، ولو كنت بالسوية معها في الجمال، ثم قالت للسمينة والرقيقة، تالله لا أخفي عنكما من معاني الحسن حقيقة، فالسمينة رياض وجنان، والرقيقة روح وريحان، ثم قالت للبدوية والحضرية، سأفصل بينكما بحكم الإنصاف في هذه القضية، أما القول الصحيح فكل واحدة منكما في زيها أملح مليح، فالعربية تصلح للحضر والسفر، والحضرية لا تصلح إلا للحضر، وأما أنا والصبية، فحجتها واضحة وحجتي غير جلية، لأنها أبرع مني في الجمال، وأنفع للرجال، وأما العجوز مثلي فقد هرمت بمضايقة الآجال، فما لأحد فيها مجال. ثم انصرف القوم، وارتفع العتاب واللوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>