والنسيم معتل، وخد الثرى بمدامع الأنداء مبتل، فأتيت روضا قد تولاه الولي، ووسمه الوسمي (١) وأظلته رايات الصباح، وباكرت الصبا تقبيل نوره من قبل أن ترشف شمس الضحى ريق الغوادي من ثغور الأقاح؛ فأقمت منه
حيث الغدير وقد أجادت نقشه. . . كف النسيم ومرها في جوشن
وغصون أدواح الرياض تهزها. . . نغم القماري بالغناء المحسن
ما بين ثغر للأقاح مفلج. . . وجبين نهر بالنسيم مغضن
ووجوه هاتيك الرياض سوافر. . . غيد تزان في المياه بأعين
والأرض تجلى في رياض أخضر. . . والجو يبرز في قناع أدكن
وما زلنا بين تلك المنازل ترمي جمار الفوايد، ونرد من ذلك أحلى المصادر وأعذب الموارد، إلى أن ارتقت الشمس درجة العلى، واستوت لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلا، فترامينا على تلك الظلال، مستحسنين قول من قال: