للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسقانا على ظمأ زلالاً. . . ألذ من المدامة للنديم

تروع حصاه حالية الغواني. . . فتلمس جانب العقد النظيم

فإنا لكذلك إذ برق الجو فسل علينا نصوله المذهبة، وارتفعت للغمام فماطيط مطنبة، وجعل السحاب يسوق المواكب، وأخذ الرباب) (١) رتب الكتايب، فتصبب عرقاً، ونادم الروض فغنى وسقى، فما أغمد سيف ذلك البرق، ولا انقشع ذلك الودق، إلا والمساء قد طفَل، والروض في ثوب الأصيل قد رفل

ورب عشية فيها طفقنا. . . نرود الظل والماء القراحا

وقد ضرب الضريب (٢) بها قباباً. . . على البطحاء أبهجت البطاحا

وكان جنابها المخضر آساً. . . فأصبح وهو مبيض أقاحاً

كأن الخضر (٣) جربها يميناً. . . ومد عليها جبريل جناحاً

فبتنا حيران دولاب يهدل، وأغصان تنثني وتعتدل، وستر الظلام ينسدل، فانجلى الأفق عن روضة غارت منها الرياض، ينساب من مجرتها ما يفعم الحياض، وأنستنا ما طوى النهار عنا من المحاسن،


(١) السحاب الأبيض.
(٢) الثلج.
(٣) هو بكسر الضاد ويخفف بالسكون نبي معروف روي أنه جلس على ربوة بيضاء فاهتزت تحته خضراء

<<  <  ج: ص:  >  >>