للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإياك أن تغتر منه بملمس. . . يلين وجنبه اجتنابك للرجس

فإن الأفاعي قاتل سمها لمن. . . تداني إليها وهي كينة المس

ويكفيك في صدق الوصية ما جرى. . . علي وما لقيت من ذلك النحس

تقصدته بالخير كافي بضده. . . وأوليته المعروف جازاه بالعكس

وكم ليلة قضيتها في عساكر. . . من البق والناموس في ذلك الحبس

أقاسي الأسى من ذلك المدبر الذي. . . رأى قصده نقلي إلى ظلمة الرمس

وضيع أموالي وعرضي ومقصدي. . . ولكن حمدت الله إذ سلمت نفسي

وكانت العادة جارية بعرض المحابيس على السلطان، في كل شهر رمضان، فأحضرت بعد سنة بين يديه، وسألني عن الأمر الذي حبست عليه، فقلت: لي قضية أذكرها بين يديك، وإذا أنهيتها فالأمر إلى الله ثم إليك. فأذناني، واستفهمني عن شأني، فذكرت له الحكاية على الوجه الصحيح، وأوضحت له الحال فلم يحتج إلى تصحيح، فعجب من حالي، وأمر برد مالي، وتبليغ آمالي، وأمر الخطيب أن يزوجني من بنته المذكورة، وقام بالصداق من عنده على أحسن صورة، وأحضر ذلك المدبر وسلمه إلي، وحكمني فيه عند وقوفه بين يدي، فذهبت به إلى داري، وصفت بتلك المحبوبة أكداري، فصلبته على الباب مرجوماً، وأبقيته سبع ليال وثمانية أيام حسوماً، وسمعت هاتفاً يقول:

قضت نحبها نفس هذا اللعين. . . وفي صلبه نعمة مطلقة

<<  <  ج: ص:  >  >>