ولاحت لنا شمس الغداة كغادة. . . بدا حاجب منها وضنت بحاجب
صدر الأذن المولوي بالعبور، وقدم له الصور فالصبور، وجعل فاتحة ذلك نجله الأسعد، وفرعه الأنجب الأصعد، سيدنا ومولانا محمد، تفاؤلاً لتستحسن العاقبة وتحمد، وكان قد تقدم الأمر المطاع بإعداد المعادي (١) للإعانة على عبور ذلك العدو العادي، فلم يكن إلا أن عبر الأول مكتفياً بالمختصر عن المطول، وظهر من لطف الله وسعادة مولانا ما عليه المعول، وحمد الناس الله على ما سهل من ذلك وخول، تتابع العبور على الريح والأعواد، مع سلامة الأنفس والأزواد، وشاهد الناس لجيش مولانا المحتمي، شبه ما ظهر من الكرامة العبد الله بن الحضرمي، ولا غرو أن يعطى التابع حكم المتبوع، ويظهر للعيان حقيقة ما هو مروي ومسموع، وله قوم يسعدكم ويسعد بهم، ويظهر عنايته على من تعلق بسببهم:
وإذا السعادة لاحظتك عيونها. . . نم فالمخاوف كلهن أمان
واصطد بها العنقاء فهي حبالة. . . واقتد بها الجوزاء فهي عنان
ولما خيمت الجموع بالعدوة الأخرى، ورأوا السلامة غنيمة