إمام المسجد على من حبس عنبه؟ فسألوا الشيخ صالحاً فقال لا أدري على من حبس ولا تعرضت له ولا أكلت منه قط، فأخبروا أبا حامد بما قال، فقال هذا مغربي له أعوام في هذا المسجد لم يتعرض له قط وأنتم من ساعة واحدة لم تملكوا نفوسكم.
ودعا السلطان أبو الحسن المريني فقهاء الحضرة الفاسية إلى وليمة وما فيهم إلا ذو صلاح ودين، فمنهم من قال إني صائم، ومنهم من أكل وقلل، ومنهم من أكل الغلات فقط، ومنهم من شمر للأكل عن ساعديه، ومنهم من قال: هاتوا من طعام الأمير على وجه البركة، فإني لا أقدر أن آكل الآن، فسألهم الشيخ أبو إبراهيم الأعرج عن ذلك فقال الأول طعام شبهة تسترت منه بالصوم وقال الثاني كنت آكل بمقدار ما أتصدق لأنه مجهول الأرباب والمباشر كالغاصب وقال الثالث اعتمدت القول بأن الغلات للغاصب إذ الخراج بالضمان وقال الرابع طعام مستهلك ترتبت القيمة في ذمة مستهلكه فحل تناوله وقد مكنني منه فحل لي وقال الخامس طعام مستحق للمساكين قدرت على استخلاصه فاستخلصته وأوصلته إليهم، وكان قد تصدق بما أخذ.