ومنهم من يؤرخ بالماضي فقط، وبعض المتأخرين أجاز التحرز في التاريخ بالباقي فيقول لثلاث بقين؛ إن بقين. والتاريخ بالليالي دون الأيام، بهذا استمر العمل قديماً حفظاً على الليلة السابقة وإشعاراً بأن الشهر قمري تسبق الليلة نهارها في دخوله وجرياً على مهيع العرب في تغليب المؤنث على المذكر في التاريخ.
قال الرعيني عدل أهل العصر ومن قبلهم قريباً إلى التاريخ بالأيام فيكتبون في الأول من كذا وفي الثاني ثم يتبعون الأيام يوماً بعد يوم إلى آخر الشهر وسقط بذلك تكلف خلت وخلون وبقيت وبقين، وأكثر العمل الآن عليه وهو أقبل من الأول، وليس فيه ما زعموا من إغفال الليلة فإن الليلة وإن دلت على يومها فاليوم أقوى دلالة عليها لتقدمها عليه قال وتحد المذكر إن أرخت بالأيام على الأصل من ثبوت التاء في الأول وتسقطها من الثاني عكس المؤنث ولم تثبت التاء في الثاني من المذكر وإن كان ذلك الأصل قبل التركيب لئلا تجمع بين علامتي تأنيث في كلمة؛ فإن الاسمين قد صيرا اسماً وأحدة من أحد عشر إلى تسعة عشر.
وأعلم أنه ليس شيء من أسماء الشهور يضاف إليه شهر إلا ثلاثة رمضان وربيعان قيل لأنها كلها أعلام للشهور الموضوعة عليها أو صفات قامت مقام الأعلام إلا الربيعين ورمضان فإنها باقية على الصفة المحضة.