العلوم كبني العجوز السبتيين الذين اشتهر أوائلهم في العصر السابق، وقد ترجمنا لواسطة عقدهم عبد الرحيم، وبني سمجون الطنجيين، وبني ملجوم الفاسيين.
ومن أهل القراآت والتفسير أبو بكر محمد بن علي المعافري السبتي، عرف بابن الجوزي، وهو خال القاضي عياض له تصنيف حسن في التفسير لم يكمل وآخر في التوحيد. وكان متفنناً في العلوم ومن أهل البلاغة والشعر. ومن شعره ما نسب لأبي الفرج بن الجوزي غلطاً لاشتباه اسميهما، ومنهم المقرئ أبو عبدالله القيسي المكناسي، وأحمد بن الخطيئة التميمي الفاسي كان رأس في علم القراآت وأقرأ الجم الغفير من الناس.
وأما التصوف فقد أشرنا إلى كثرة من تعاطاه، وأحسن من كان يمثله من الوجهة العلمية والعملية أبو علي بن حرزهم.
وكان القاضي أبو القاسم بن محمد المعافري السبتي ممن جمع بين علوم الفقه والحديث والأصول والكلام ورحل إلى المشرق ودرس العامين الأخيرين كثيراً. وكذلك يوسف بن الكلبي الضرير كان من أشتغل بعلم الكلام على مذهب الأشعرية ونظار أهل السنة وسكن سبتة ودرس بها وبغيرها من مدن المغرب. وأبو محمد عبد الغالب السالمي المتكلم أيضاً هو ممن سكن سبتة ونشر بها علمه. وهؤلاء الثلاثة كلهم من شيوخ القاضي عياض وهم الطليعة الأولى التي نشرت علم الكلام بالمغرب على مذهب الأشاعرة. إلا أن المغربي الأصيل منهم هو الأول.
وبالإضافة إلى ابن مرانة السبتي الذي ذكرنا نبوغه في علم العدد والهندسة، نذكر القاضي أبا الحسن بن زنباع الطنجي ممن نبغ في الطب والعلاج، وكان إلى ذلك من أعلام الأدب البارزين.
وفي علم النحو واللغة والأدب اشتهر أبو علي الحسن بن طريف السبتي ومروان ابن سمجون الطنجي فضلاً عن الأدباء والشعراء الذين نبغوا في هذا العصر مثل ابن زنباع المذكور آنفاً ويحيي بن الزيتوني وعبد العزيز السوسي وابن القابلة السبتي. وسعيد بن حنيف، وابن عطاء الكاتب، وابن غازي الخطيب. وسنترجم لخاصة الخاصة من سميناهم من الشخصيات العلمية والأدبية قريباً.