بكر بن محمد الأنصاري الغرناطي أحد الشعراء المجودين له تاريخ مفيد قصره على الدولة اللمتونية وكان من شعرائها وخدام أمرائها وتوفي سنة ٥٥٧ أي بعد انقراض هذه الدولة بقليل، فلا شك أن تاريخه يكون أوثق مصدر عن المرابطين ودولتهم.
ونرى أننا أطلنا بتسمية الأمراء المرابطين الذين كانت لهم شهرة بالعلم والأدب في حين أننا لم نسم أحدا غيرهم ممن اشتهروا بالتفوق في علم من العلوم المتقدمة الذكر عدا الأفراد الثلاثة من أهل سبتة الذين ذكروا عرضاً أثناء الحديث عن العلوم الحكمية. ولو أردنا تسمية جميع من نبغ في باب من أبواب المعرفة من أهل هذا العصر لطال بنا الكلام لأنهم كثيرون جداً ولكنا نقتصر على الشخصيات البارزة منهم تجنباً للإطالة.
فمن الفقهاء عبد الملك المصمودي قاضي الجماعة بمراكش، وإبراهيم بن جعفر اللواتي الفقيه المشاور المعروف بابن الفاسي، وعبدالله بن سعيد الوجدي قاضي بلنسية، ومنصور بن مسلم بن عبدون الزرهوني المعروف بابن أبي فرناس الفقيه الحافظ المشاور، وعبد الله بن محمد بن إبراهيم اللخمي الكوري قاضي الجماعة بمراكش، وعبدالله بن أحمد بن خلوف الأزدي السبتي المعروف بابن شبونة أحد حفاظ المذهب المناظرين عليه، وعبد المنعم بن عبدالله بن علوش المخزومي الطنجي من ولي القضاء بغير موضع من الأندلس، وأبو عبدالله بن محمد الأموي السبتي قاضيها ومفتيها الفقيه الفرضي المفسر، وإبراهيم بن أحمد البصري من قضاة سبتة أيضاً.
ومن رجال الحديث والرواية بكار بن برهون بن الغرديس، من بيت شهير بفاس، ونزل هو سجلماسة، وكان قد حج قديماً وسمع البخاري من أبي ذرة الهروي. وقد رحل إليه أبو القاسم بن ورد الذي قيل فيه إنه لم يكن بالأندلس مثله، فلقيه بسجلماسة وسمع منه الصحيح. ومنهم القاضي أبو عبدالله محمد بن عيسى التميمي وولده عبدالله. وإبراهيم بن أحمد بن خلف السلمي، عرف بابن فرتون ممن لقي أبوي علي الصدفي والغساني وابن الغرديس وتلك الطبقة. ناهيك بكبير محدثي المغرب القاضي عياض الذي يعد بحق مفخرة لهذه البلاد. وهو وإن كان من أدرك عصر الموحدين إلا أن نبوغه وظهوره كانا في هذا العصر.
وثم أفراد أفذاذ من بيوتات علمية شاركت في الفقه ورواية الحديث وغيرهما من