للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يرى ضوءاً يلوح لعينه. . . ويسمع تسليماً عليه محاذياً

ويأتي جراء للتحنث قاصداً. . . محباً لأسباب الوصال مراعياً

ويخرج من بين البيوت لعله. . . يحدث عنه النفس في السر خالياً

وكان رآه الله أكرم خلقه. . . فأرسله بالحق للحق هادياً

وأسري به ليلاً إلى حضرة العلا. . . فما زال فيها للحبيب مناجياً

وسار على ظهر البراق كرامة. . . له راكباً إذ سار جبريل ماشياً

ولما أتاه الوحي وارتاع قلبه. . . لشدة ما قد كان منه ملاقياً

فسارت به عمداً خديجة زوجه. . . لتسأل حبراً بالزمانة فانياً

وكان امرأ قد مارس الكتب قارئاً. . . وبات لضيفان المعارف قارياً

فبشره أن سوف يطلع صبحه. . . فيكشف من ليل الغواية داجيا

وقال له يا ليتني كنت حاضراً. . . بها جذعاً أوليك نفسي وماليا

ووقتك إن يدرك زماني يومه. . . ومن لي به أنصرك نصراً موالياً

* * *

وآيته في الغار إذ نزلا به. . . وكان له الصديق بالصدق ثانيا

وقد أرسل الله الحمام وشيدت. . . من النسج أيدي العنكبوت مبانيا

فدافع عن صديقه ورسوله. . . بأضعف أسباب الوجود مقاويا

وكم آية خصت سراقة إذ مشى. . . على أثر المختار للغار قافيا

<<  <  ج: ص:  >  >>