للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨٧١ - (٤) مسلم. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ (١) لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ أَبُو عُبَيدَةَ بْنُ الْجَرَّاح وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ (٢) قَدْ (٣) وَقَعَ بِالشَّامِ. قَال ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَال عُمَرُ: ادْعُ لِيَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَاخْتَلَفُوا فَقَال بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لأَمْرٍ وَلا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ، وَقَال بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ (٤) عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ. فَقَال: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَال: ادْعُ لِيَ الأَنْصَارِ فَدَعَوْتُهُمْ لَهُ، فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ وَاختلَفُوا كَاخْتِلافِهِمْ، فَقَال: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَال: ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيشٍ مِنْ مُهَاجرَةِ الْفَتْح فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيهِ رَجُلانِ، فَقَالُوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَاسِ وَلا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاء، فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ: إِنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ (٥) فَأَصْبِحُوا عَلَيهِ، فَقَال أَبُو عُبَيدَةَ بْنُ الْجَرَّاح: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللهِ، فَقَال عُمَرُ: لَوْ غَيرُكَ قَالهَا يَا أَبَا عُبَيدَةَ، وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ خِلافَهُ: نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللهِ إِلَى قَدَرِ اللهِ، أَرَأَيتَ لَوْ كَانَتْ (٦) لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادَيًا لَهُ عُدْوَتَانِ (٧) (٨) إِحْدَاهُمَا خَصِيبَةٌ وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيسَ إِنْ رَعَيتَ الْخَصِيبَةَ رَعَيتَهَا بِقَدَرِ اللهِ، وَإِنْ رَعَيتَ الْجَدْبَةَ رَعَيتَهَا بِقَدَرِ اللهِ؟ قَال: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ


(١) سرغ: هي قرية في طرف الشام مما يلي الحجاز.
(٢) الوباء: هو الطاعون.
(٣) قوله: "قد" ليس في (أ).
(٤) في (ك): "تقدموا".
(٥) "مصبح على ظهر" أي: مسافر راكب على ظهر الراحلة راجعٌ إلى وطني.
(٦) في (ك): "كان".
(٧) العدوة: هي جانب الوادي.
(٨) في (أ): "غدوتان".

<<  <  ج: ص:  >  >>