للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيَقُولُونَ: نعُوذُ بالله مِنْكَ لا نُشْرِكُ بالله شَيئًا، مَرَّتَينِ أَوْ ثَلاثًا، حَتى إنَّ بَعْضَهُمْ لَيَكَادُ أَنْ يَنْقَلِبَ، فَيَقُولُ: هَلْ بَينَكُمْ وَبَينَهُ آية فَتَعْرِفُونَهُ بِهَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فيكْشَفُ عَنْ سَاقٍ (١) فَلا يبقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ للهِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِلا أَذِنَ الله لَهُ بِالسُّجُودِ، وَلا يبقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ اتِّقَاءً وَرِيَاءً إِلا جَعَلَ الله ظَهْرَهُ طَبَقَةً وَاحِدَةً، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ، وقَدْ تَحَوَّلَ فِي صُورَتِهِ التي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا. ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنمَ، وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ، وَيَقُولُونَ (٢): اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ). قِيلَ: يَا رَسُولَ الله! وَمَا الْجِسْرُ؟ قَال: (دَحْضٌ مَزِلّةٌ (٣) فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلالِيبُ وَحَسَكَة (٤) تَكُونُ بِنَجْدٍ فِيهَا شُوَيكَة يُقَالُ لهَا: السَّعْدَانُ، فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَينِ، وَكَالْبَرْقِ، وَكَالرّيح، وَكَالطيرِ،


(١) "فيكشف عن ساق": يوضح هذه الجملة ما جاء في حديث أبي سعيد الآتي بعد هذا وفيه: "فيكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة" فالمراد بالساق ساق الرحمن عزَّ وجلَّ، وهي من صفات ربنا التي نثبتها له كما يليق بجلاله وعظمته عزَّ ربنا وتقدس. وأما تأويل ذلك بما جاء عن ابن عباس في تفسير {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} بأنه الشدة من الأمر فبيانه ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم من أنه ليس في ظاهر القرآن ما يدل على أن ذلك من صفات الله لأنه لم يضف الساق إليه، وإنما ذكره مجرَّدًا عن الإضافة مُنَكرًا، وإثبات الساق صفة لله عزَّ وجلَّ كالوجه واليدين ليس مأخوذًا من ظاهر القرآن وإنما أخذ من الأحاديث الثابتة الدالة على ذلك كحديث أبي سعيد المتفق عليه في الشفاعة، وفيه: "فيكشف الرب عن ساقه فيخرون له سجدًا" انظر "الفتاوى" (٦/ ٣٩٤)، "الصواعق المرسلة" (١/ ٢٥٢).
(٢) في (أ): "فيقولون"، والقائل هم الرسل عليهم السلام كما بينته الروايات الأخر.
(٣) "دحض مزلة": الدحض: الزلق، المزلة: الموضع الذي تزل فيه الأقدام.
(٤) "حسكة": شوك صلب من حديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>