للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَأَجَاويدِ الْخَيلِ، وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، وَمَكْدُوشٌ فِي نَارِ جَهَنمَ (١)، حَتى إذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النارِ. فَوَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ بِأَشَدَّ مُنَاشَدَةً للهِ فِي اسْتِيفَاءِ (٢) الْحَقِّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لله يَوْمَ الْقِيَامَةِ لإِخْوَانِهِمِ الذين فِي النارِ، يَقُولُونَ (٣): رَبَّنَا كَانُوا يَصُومُونَ مَعَنَا، ويصَلونَ، وَيَحُجُّونَ، فيقَالُ لَهُمْ: أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ. فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النارِ، فيخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، قَدْ أَخَذَتِ النارُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيهِ وَإِلَى رُكْبَتَيهِ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا مَا بَقِيَ فِيهَا أَحَدٌ مِمَّنْ أَمَرْتَنَا بِهِ، فَيَقُولُ: ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَال دِينَارٍ مِنْ خَيرٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا أَحَدًا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا به، ثم يَقُولُ: ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَال نِصْف دِينَارٍ مِنْ خَيرٍ فَأخْرِجُوهُ، فيخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا أَحَدًا (٤)، ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَال ذَرَّةٍ مِنْ خَيرٍ فَأَخْرِجُوهُ، فيخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يَقُولُونَ: ربنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا خَيرًا -وَكَانَ أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ يَقُولُ: إنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَال ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (٥) - فَيَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ: شَفَعَتِ


(١) "فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوش في نار جهنم": معناه أنهم ثلاثة أقسام: قسم يسلم فلا يناله شيء أصلًا، وقسم يخدش ثم يرسل فيخلص، وقسم يكردس ويلقى فيسقط في جهنم. ومكدوش رويت بالشين وبالسين، فمعناها بالشين المسوق، وبالسين المدفوع، يقال: تكدس الإنسان إذا دفع من ورائه.
(٢) في (ج): "استبقاء".
(٣) في (ج): "فيقولون".
(٤) قوله: "أحدًا" ليس في (أ).
(٥) سورة النساء، آية (٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>