للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أُحَدِّثكَ ثُمَّ لا أَكْذِبُكَ خَشِيتُ وَاللهِ أَنْ أُحَدِّثَكَ فَأَكْذِبَكَ، وَأَنْ أَعِدَكَ فَأُخْلِفَكَ وَكُنْتَ صَاحِبَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - , وَكُنْتُ وَاللهِ مُعْسِرًا. قَال: قُلْتُ: آللهِ؟ قَال: اللهِ. قُلْتُ: آللهِ. قَال: اللهِ. قُلْتُ: آلله؟ قَال: الله. قَال: فَأَتَى بِصَحِيفَتِهِ فَمَحَاهَا بِيَدِهِ، فَقَال: إِنْ (١) وَجَدْتَ قَضَاءً فَاقْضِنِي وَإِلا أَنْتَ فِي حِلٍّ، فَأَشْهَدُ (٢) بَصَرُ عَينَيَّ (٣) هَاتَينِ وَوَضَعَ إِصْبَعَيهِ عَلَى عَينَيهِ، وَسَمْعُ أُذُنَيَّ (٤) هَاتَينِ (٥)، وَوَعَاهُ قَلْبِي، وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ (٦) رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ: (مَنْ أَنْظرً مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ). قَال: فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا (٧) يَا عَمِّ! لَوْ أَنَّكَ أَخَذْتَ بُرْدَةَ غُلامِكَ وَأَعْطَيتَهُ مَعَافِرِيَّكَ، أَوْ أَخَذْتَ مَعَافِرِيَّهُ (٨) وَأَعْطَيتَهُ بُرْدَتَكَ فَكَانَتْ عَلَيكَ حُلَّةٌ (٩) وَعَلَيهِ حُلة، فَمَسَحَ رَأسِي وَقَال: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ (١٠)، يَا ابْنَ أَخِي بَصَرُ عَينَيَّ هَاتَينِ وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَينِ (١١) وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا (١٢)، وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ: (أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ). وَكَانَ (١٣) أَنْ أَعْطَيتُهُ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا أَهْوَن عَلَيَّ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ حَسَنَاتَي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ مَضَينَا حَتَّى أَتَينَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ فِي مَسْجِدِهِ وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُشْتَمِلًا بِهِ،


(١) في (ك): "قال: فإن".
(٢) في (أ): "فاشهده".
(٣) في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "عيناي".
(٤) في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "أذناي".
(٥) في (أ): "هاتان".
(٦) "مناط قلبه": هو العرق الذي معلق به القلب.
(٧) قوله: "أنا" ليس في (أ).
(٨) في (ك): "مغافريه".
(٩) الحلة: هي ثوبان: إزار ورداء من جنس وغير لفقين، فإن اختلفا فليست بحلة.
(١٠) قوله: "فيه" ليس في (أ)
(١١) حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "عيناي هاتان" أو "أذناي هاتان".
(١٢) قوله: "هذا" ليس في (أ).
(١٣) في (ك): "فكان".

<<  <  ج: ص:  >  >>