للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَمِنْ هُنَاكَ جَعَلْتُمُ الْخَلُوقَ فِي مَسَاجِدِكُمْ, سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةِ بَطْنِ بُوَاطٍ (١) وَهُوَ يَطْلُبُ الْمَجْدِيَّ بْنَ عَمْرو الْجُهَنِيَّ، وَكَانَ النَّاضِحُ (٢) مِنَّا يَعْتَقِبُهُ (٣) الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ، فَدَارَتْ (٤) عُقْبَةُ (٥) رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاضِحٍ لَهُ فَأَنَاخَهُ فَرَكِبَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ فَتَلَدَّنَ (٦) عَلَيهِ بَعْضَ التَّلَدُّنِ، فَقَال لَهُ: سِرْ لَعَنَكَ الله، فَقَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ هَذَا اللاعِنُ بَعِيرَه؟ ). قَال: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَال: (انْزِلْ عَنْهُ فَلا تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونِ، لا تَدْعُوا (٧) عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ (٨) فِيهَا عَطَاءٌ (٩) فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ). سِرْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى إِذَا كَانَتْ عُشَيشِيَةٌ (١٠) وَدَنَوْنَا مِنْ مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ الْعَرَبِ، قَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ رَجُلٌ يَتَقَدَّمُنَا فَيَمْدُرُ (١١) الْحَوْضَ. فَيشْرَبُ وَيَسْقِينَا؟ ). قَال جَابِرٌ: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: هَذَا رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (أَيُّ رَجُل مَعَ جَابِرٍ؟ ). فَقَامَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْبِئْرِ فَنَزَعْنَا (١٢) في الْحَوْضِ سَجْلًا أَوْ سَجْلَينِ، ثُمُ مَدَرْنَاهُ، فَنَزَعْنَا فِيهِ حَتَّى أفهقناه (١٣)، فَكَانَ أَوَّلَ طَالِعِ عَلَينَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَال: (أَتَأْذَنَانِ). فَقُلنا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَأَشْرَعَ (١٤) نَاقَتَهُ فَشَرِبَتْ


(١) "بطن بواط": هو جبل من جبال جهينة.
(٢) "الناضح": هو البعير يستقى عليه.
(٣) في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "يعقبه".
(٤) في (ك): "قدار".
(٥) العقبة: هي ركوب هذا نوبة وهذا نوبة، وقيل: ركوب مقدار فرسخين.
(٦) "فتلدن" أي: تلكأ وتوقف.
(٧) في (أ): "يدعو".
(٨) في (أ): "تسأل".
(٩) كذا في "مسلم"، وفي (أ) و (ك): "عطاءًا".
(١٠) "عشيشية": تصغير عشيّة وهي ما بعد زوال الشمس إلى المغرب.
(١١) "فيمدر" أي: يطينه ويصلحه.
(١٢) في حاشية (أ) عن نسخة أخرى: "ثم نزعنا".
(١٣) "أفهقناه" معناه: ملأناه.
(١٤) "فأشرع" أي: أرسل رأسها في الماء لتشرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>