للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَشَنَقَ (١) لَهَا (٢) فَشَجَتْ (٣) فَبَالتْ، ثُمَّ عَدَلَ بهَا فَأَنَاخَهَا، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْحَوْضِ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، ثُمَّ قُمْتُ فَتَوَضَّأَتُ مِنْ مُتَوَضَّإِ (٤) رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَهَبَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِيُصَلِّيَ، وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ فَذَهَبْتُ أَنْ (٥) أُخَالِفَ بَينَ طَرَفَيهَا فَلَمْ تَبْلُغْ لِي وَكَانَتْ لَهَا ذَبَاذِبُ (٦)، فَنَكَّسْتُهَا ثُمَّ خَالفْتُ بَينَ طَرَفَيهَا، ثُمَّ تَوَاقَصْتُ عَلَيهَا (٧)، ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى قُمْتُ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدَارَني حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ جَبَّارُ (٨) بْنُ صَخْرٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخَذَ بِيَدَينَا جَمِيعًا فَدَفَعَنَا حَتَّى أَقَامَنَا خَلْفَهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَرْمُقُنِي (٩) وَأَنَا لا أَشْعُرُ، ثُمَّ فَطِنْتُ بِهِ فَقَال هَكَذَا بِيَدِهِ (١٠)، يَعْنِي شُدَّ وَسَطَكَ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَال: (يَا جَابِرُ). قُلْتُ: لبَّيكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَال: (إِذَا كَانَ وَاسِعًا فَخَالِفْ بَينَ طَرَفَيهِ، وَإِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَاشْدُدْهُ عَلَى حَقْوَيكَ (١١)). سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَ قُوتُ كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا كُلَّ يَوْمٍ تَمْرَةً، فَكَانَ يَمَصُّهَا ثُمَّ يَصُرُّهَا فِي ثَوْبِهِ، وَكُنَّا نَخْتَبِطُ بِقِسِيِّنَا وَنَأْكُلُ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا فَأُقْسِمُ لأُخْطِئَهَا رَجُلٌ مِنَّا يَوْمًا، فَانْطَلَقْنَا بِهِ نَنْعَشُهُ (١٢) فَشَهِدْنَا


(١) "وشنق لها" أي: كلها بزمامها وهو راكبها.
(٢) قوله: "لها" ليس في (أ).
(٣) "فشجت" يقال: شج البعير، إذا فرق بين رجليه للبول. في حاشية (أ): "ففجت" وعليها "معًا".
(٤) في (أ): "فتوضأت فتوضأ".
(٥) في (أ): "إلى أن".
(٦) "ذباذب" أي: أهداب وأطراف.
(٧) "تواقصت عليها" أي: أمسكت عليها بعنقي وحنيته عليها لئلا تسقط.
(٨) في (أ): "جابر".
(٩) "يرمقني" أي: ينظر إليّ نظرًا متتابعًا.
(١٠) في (أ): "بيديه".
(١١) الحقو: معقد الإزر.
(١٢) "ننعشه" نرفعه ونقيمه من شدة الضعف والجهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>