للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: هذَا الذي أَعطيتَنِي عَمِلْتُ بمَا فِيهِ (١).

وَعَنْ أَبي هُرَيرَةَ، عَنِ النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: (قَال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَني وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ) (٢). وهذَا الحَدِيث وَقعَ فِي مُسْند أَبي بَكْر بْنِ أَبي شَيبَةَ (٣).

وَقَال الزُّهْري: مِنَ الله الرِّسَالةُ، وَعَلَى رَسُولِ الله الْبَلاغُ، وَعَلَينَا التسْلِيمُ. وَقَالتْ عَائِشَةُ: إِذَا أعجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امرِئ فَقُلْ: {اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (٤) وَلا يَسْتَخِفنكَ أَحد. وَقَال مَعمَرٌ: {ذَلِكَ الْكِتَابُ}: هذَا الْقرآنُ، {هُدى لِلْمُتقِينَ}: بَيَانٌ وَدِلالة، كَقَوْلِهِ: {ذَلِكُم حُكْمُ الله}: هذَا حُكْمُ الله، {لا رَيبَ فِيهِ}: لا شَكَّ فِيهِ، {تِلْكَ آياتُ الله}: يَعنِي هذِهِ أَعلامُ الْقُرآنِ وَمِثْلُهُ، {حَتى إِذَا كُنْتُم فِي الْفُلْكِ وَجَرَينَ بِهِم} (٥): يَعنِي بكُم (٦).

وَقَال أبو رَزِينٍ: {يَتْلُونَهُ}: يُتبِعُونَهُ وَيَعمَلُونَ بِهِ حَقَّ عَمَلِهِ، يُقَالُ: {تُتْلَى}: تُقْرَأُ، حَسَنُ التِّلاوَةِ: حَسَنُ الْقِرَاءَةِ لِلْقُرآن، {لا يَمَسُّهُ}: لا يَجِدُ طَعمَهُ وَنَفْعَهُ إلا مَنْ آمَنَ بالْقُرآنِ، وَلا يَحمِلُهُ بِحَقِّهِ إلا الْمُؤمِنُ لِقَوْلِهِ تَعَالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} (٧)، وَسَمَّى النبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الإِيمَانَ الإسْلامَ وَالصَّلاةَ عَمَلًا (٨).


(١) البخاري (١٣/ ٤٩١).
(٢) البخاري (١٣/ ٤٩٩).
(٣) ليس في المطبوع من "المسند" لأبي بكر بن أبي شيبة ولا في "المصنف"، وانظر "تغليق التعليق" (٥/ ٣٦٢ - ٣٦٤)، وعزاه لأحمد والبخاري في "خلق أفعال العباد" وابن ماجه والحاكم وابن حبان.
(٤) سورة التوبة، آية (١٠٥).
(٥) سورة يونس، آية (٢٢).
(٦) البخاري (١٣/ ٥٠٣).
(٧) سورة الجمعة، آية (٥).
(٨) البخاري (١٣/ ٥٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>