للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن خلال ما سبق يتبين لك أن الإمام أبا محمد قد جمع ميزات الصحيحين، فإن البخاري قد ظهرت براعته وفقهه في تبويبه، ومسلم ظهرت براعته وفقهه في حسن ترتيبه، فجاء أبو محمد فالتقط نفائس تراجم البخاري فألحقها بأحاديثها على سياقة وترتيب الإمام مسلم، فحاز الفضيلتين، وجمع بين الحسنيين، ثم أتبع ذلك عند الحاجة بغرر من تعليقاته المتضمنة فرائد الفوائد. فكان حقيقًا بعد ذلك أن يوصف بأنه أحسن من جمع بين الصحيحين، وأن يتوارد ثناء العلماء عليه وتفضيله وتقديمه على غيره في بابه.

فقد ذكر ابن ناصر الدين: أن عبد الحق أحسن من جمع بين الصحيحين (١).

وقال الذهبي: عمل "الجمع بين الصحيحين" بلا إسناد على ترتيب مسلم وأتقنه وجوده (٢).

وقال العراقي: أما الجمع بين الصحيحين لعبد الحق وكذلك مختصرات البخاري ومسلم فلك أن تنقل منها وتعزو ذلك للصحيح ولو باللفظ لأنهم أتوا بألفاظ الصحيح (٣).


(١) "التبيان" (ق ١٣٥) نقلًا عن مقدمة "الشروح والتعليقات على كتب الأحكام" (١٣٧).
(٢) "سير أعلام النبلاء" (٢١/ ١٩٩).
(٣) "شرح التبصرة والتذكرة" (٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>