للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَانتهَينَا إِلَى الناسِ حِينَ امْتَدَّ النهَارُ وَحَمِيَ كُلُّ شَيءٍ، وَهُمْ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكْنَا عَطِشْنَا، فَقَال: (لا هُلْكَ عَلَيكُمْ). ثُمَّ قَال: (أَطْلِقُوا لِي غُمَرِي) (١). قَال: وَدَعَا بِالْمِيضَأَةِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم - يَصُبُّ وَأَبُو قَتَادَةَ يَسْقِيهِمْ، فَلَم يَعْدُ أَنْ رَأَى النَّاسُ مَاءً في الْمِيضَأَةِ تَكَابُّوا عَلَيهَا، فَقَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (أَحْسِنُوا الْمَلأ (٢) كُلُّكُمْ سَيَرْوَى). قَال: فَفَعَلُوا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُبُّ، وَأَسْقِيهِمْ (٣) حَتَّى مَا بَقِيَ غَيرِي وَغَيرُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَال: ثُمَّ صَبَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَال لِي: (اشْرَبْ). فَقُلْتُ: لا أَشْرَبُ حَتَّى تَشْرَبَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَال: (إِنَّ سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا) (٤). قَال: فَشَرِبْتُ وَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَال: فَأَتَى النَّاسُ الْمَاءَ جَامِّينَ (٥) رِوَاءً قَال: فَقَال (٦) عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ: إِنِّي لأُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ في مَسْجِدِ الْجَامِعِ، إِذْ قَال عِمْرَانُ بْنُ حُصَينٍ: انْظر أَيُّهَا الْفَتَى كَيفَ تُحَدِّثُ؟ فَأَنَا أَحَدُ الرَّكْبِ تِلْكَ اللَّيلَةَ قَال: قُلْتُ (٧): فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِالْحَدِيثِ، فَقَال: مِمَّنْ أنْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الأَنْصَارِ. قَال: حَدِّثْ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ بِحَدِيثكُمْ. قَال: فَحَدَّثْتُ الْقَوْمَ، فَقَال عِمْرَانُ: لَقَدْ شَهِدْتُ تِلْكَ اللَّيلَةَ وَمَا شَعَرْتُ أَنَّ أحَدًا حَفِظَهُ كَمَا حَفِطهُ (٨). خرَّج البُخَارِي هذا الحديث مختصرًا عَن أبِي قَتَادَةَ قَال: سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَيلَةً، فَقَال بَعْضُ الْقَوْمِ: لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا يَا رَسُولَ اللهِ! قَال: (أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ


(١) "الغُمَر": القدح الصغير.
(٢) "الملأ": الخلق والعِشرة.
(٣) في (ج): "ويسقيهم".
(٤) قوله: "شربًا" ليس في (ج).
(٥) "جامين" أي مستريحين.
(٦) قوله: "فقال" ليس في (أ).
(٧) في (ج): "فقلت".
(٨) مسلم (١/ ٤٧٢ - ٤٧٤ رقم ٦٨١)، البخاري (٢/ ٦٦ - ٦٧ رقم ٥٩٥)، وانظر رقم (٧٤٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>