للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَحَدٌ قَال: جَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ الْقَمَرِ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي، فَقَال: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَبُو ذَرٍّ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ قَال: (يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَالهْ). قَال: فَمَشَيتُ مَعَهُ سَاعَةً، فَقَال: (إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا مَنْ أَعْطَاهُ اللهُ خَيرًا (١) فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالهُ وَبَينَ يَدَيهِ وَوَرَاءَهُ وَعَمِلَ فِيهِ خَيرًا). قَال: فَمَشَيتُ مَعَهُ سَاعَةً فَقَال: (اجْلِسْ هَا هُنَا). قَال: فَأَجْلَسَنِي فِي قَاعٍ حَوْلَهُ حِجَارَةٌ، فَقَال لِي: اجْلِسْ هَا هُنَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيكَ، قَال: فَانْطَلَقَ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى لا أَرَاهُ، فَلَبِثَ عَنِّي فَأَطَال اللَّبْثَ، ثُمَّ إِنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُقْبِلٌ وَهُوَ يَقُولُ: (وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى). قَال: فَلَمَّا جَاءَ لَمْ أَصْبِرْ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ مَنْ تُكَلِّمُ فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ؟ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرْجِعُ إِلَيكَ شَيئًا! قَال: (ذَاكَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، فَقَال: بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى! قَال: (نَعَمْ). قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى! قَال: (نَعَمْ). قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى! قَال: (نَعَمْ، وَإِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ) (٢).

١٤٩٧ - (٥) وعَنْ الأَحْنَفِ بْنِ قَيسٍ قَال: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَبَينَا أَنَا فِي حَلْقَةٍ فِيهَا مَلأٌ مِنْ قُرَيشٍ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ أَخْشَنُ الثِّيَابِ أَخْشَنُ الْجَسَدِ أَخْشَنُ الْوَجْهِ، فَقَامَ عَلَيهِمْ فَقَال: بَشِّرِ الْكَانِزِينَ بِرَضْفٍ (٣) يُحْمَى عَلَيهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ (٤) كَتِفَيهِ، وَيُوضَعُ (٥)


(١) "خيرًا": المال.
(٢) انظر الحديث رقم (٢) في هذا الباب.
(٣) "برضف" هي الحجارة المحماة.
(٤) في (ج): "نغص". والنغض: هو العظم الرقيق الذي على طرف الكتف، وقيل: هو أعلى الكتف.
(٥) في (أ): "وتوضع".

<<  <  ج: ص:  >  >>