(الوليد بن عبد الملك رحمه الله): لا مقدم لما أخر الله، ولا مؤخر لما قدم الله وقد كان من قضاء الله وسابق علمه ما كتب على أنبيائه وحملة عرشه الموت، إن الشيطان مع الفرد، أيها الناس عليكم بالطاعة ولزوم الجماعة، من سكت مات بدائه، لأجمعن المال جمع من يعيش أبدا ولأفرقنه تفريق من يموت غدا.
(سليمان بن عبد الملك رحمه الله): الكلام فيما ينفعك خير من السكوت فيما يضرك. قال ليزيد بن المهلب ثلاث اتركهن فخك أبيض مثل ثوبك ولا يكون خف الرجل مثل ثوبه وطيبك ظاهر وطيب الرجل يشم ولا يرى أثره وتكثر من مس لحيتك.
(عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه): إن قوماً لزموا سلطانهم بغير حق فأكلوا بخلاقهم وعاشوا ألسنتهم وخلفوا الأمة بالمكر والخديعة والخيانة كل ذلك في النار إلا فلا يصحبنا من أولئك أحد فمن صحبنا بخمس خصال فأبلغنا حاجة من لا يستطيع، ودلنا على ما نهتدي إليه من العدل، وأعاننا على الخير، وسكت عما لا يعنيه، وأدى الأمانة التي حملها منا ومن عامة المسلمين فحيهلا به. ومن كان غير ذلك ففي حل من صحبتنا أو الدخول علينا وعزل بعض قضاته فقال لم عزلتني. قال بلغني أن كلامك أكثر من كلام الخصيمين إذا تحاكما إليك.
التقى ملجم. وخطب فقال أيها الناس لا تستكثروا شيئاً من الخير أو تيتموه، ولا تستقلوا شيئاً منه أن تفعلوه، ولا تستصغروا الذنوب، والتمسوا تمحيص ما قد سلف منها بالتوبة والعمل الصالح، فإن الحسنات يذهبن السيئات وقد ذكر الله عز وجل أقواماً فقال:(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) فإياكم والإصرار على الذنوب فإن الله تعالى ذكر قوماً بذنوبهم فقال عز وجل: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون، ثم أنهم لصالوا الجحيم. ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون) نار لا تطفى ونفس لا تموت فهي كما قال تعالى: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها. كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً ليذوقوا العذاب) فهل لأحد بهذا طاقة؟. . فمن استطاع منكم أن لا يحجبه الله تعالى فليفعل. ثلاث من كن فيه فقد كمل، من لم يخرجه غضبه عن طاعة الله، ولم يستزله رضاه إلى معصية