بينما كنت أسرح طرفي في صفحات الجزء الثالث من المجلد الثالث من مجلتكم الزاهرة إذ وجدت في بحث الخصائص حديث (البلاء موكل بالمنطق) وبينتم أن البخاري خرجه عن ابن مسعود رضي الله عنه وقد كنت وجدت في موضوعات الصاغاني أن هذا الحديث موضوع فأشكل الأمر علي فألتمس منكم كشف النقاب عن حقيقة هذا الحديث وكذلك وجدت في مقالة المولد النبوي الشريف حديث أن ابن عمر رضي الله عنهما عنه عليه الصلاة والسلام (إن الله اختار خلقه فاختار منهم بني آدم ثم اختار بني آدم فاختار منهم العرب. . الخ) فأشكل علي لفظ الحديث نظراً لتكرار قوله ثم اختار بني آدم في الظاهر فالأمل من غيرتكم أن ترفعوا النقاب وتوضحوا الصواب ولكم من الله جزيل الثواب
دمشق
(ص)
الجواب: كنا ذكرنا حديث (البلاء موكل بالمنطق) معزياً للبخاري نقلاً عن خصائص المنيني رحمه الله وكان الواجب أن لا نطلق لفظ البخاري بل نبين أن البخاري أخرجه في كتابه المسمى بالأدب كما نقل ذلك العلامة العزيزي في شرحه على الجامع الصغير وعد الصاغاني الحديث في موضوعاته غير مسلم فقد صحح السيوطي في اللالئ المصنوعة عدم وضعه وقال أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي الدرداء مرفوعاً وأخرجه العسكري في الأمثال والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود بلفظ أن البلاء مولع بالكلام وأخرجه ابن لال في مكارم الأخلاق عن ابن عباس بلفظ ما من طامة إلا وفوقها طامة والبلال والبلاء موكل بالمنطق وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف بلفظ البلاء موكل بالقول لو سخرت من كلب لخشيت أن أكون كلباً الخ ما ذكره في اللالئ المصنوعة في كتاب الأدب والزهد وأما الحديث الثاني فإنه كما ظهر لكم في تكرار وإليكم بيان مجرداً عن التكرار نقلاً عن المواهب قال أخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال عليه الصلاة والسلام إن الله اختار خلقه فاختار منهم بني آدم ثم اختار من بني آدم العرب ثم اختارني من العرب فلم أزل خياراً من خيار إلا من أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم أ. هـ ونحن نشكر لك أيها السائل تنبيهك لنا ونسأله