عن الأستانة بقلك العلم العلامة المصلح الكبير السيد صالح أفندي الشريف
واعتصموا بحبل الله جميعاً وال تفرقوا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين
يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين.
أخواننا المحترمين اليمانيين أهل الحكمة والتقوى والدين، بناء على ما أنتم عليه معروفون به من الرقة وطهارة الوجدان والكمال جئتكم بهذه السطر قياماً بواجب نصيحة الإسلام لله ولرسوله ولأئمة المؤمنين وعامتهم عملاً بقول الله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) وبقوله صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة) جازماً بأنه ينطبق عليكم انطباقاً قول الله تعالى (فبشر عبادي الذي يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب) أخواننا المحترمين لكم جميع تعلمون ما حل بالأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها من استيلاء العدو عليها وشده على خناقها وعبثه بدينها ومحوه لعلومها وعمله على رفع القرآن العظيم من بين أيديها وإفساده لأخلاق صبيانها ونسائها والحيلولة بينها وبين كل كمال يرقي عقلها أو يزكي نفسها أو يطهر وجدانها أو يكسبها حظاً من حظوظ الدنيا والآخرة واستئثاره بأسباب الثروة من الفلاحة والصناعة والتجارة وبإدارة الشئون العامة كلها من عسكرية وسياسية وقبضه غصباً على كرائم الأرض وإجلائه المسلمين إلى الكهوف والجبال القحلة إلى غير ذلك من التسلط على كل حق بشري للمسلمين ومحو كل قوة أدبية ومادية لهم وجعلهم عبيد فلاحة يباعون ويشترون مع الأرض مثل البغال والحمير والبقر ولا ذنب لهم سوى كونهم مسلمين انخدعوا ووقعوا في شرك العدو المتسلط.
إن هاته الحالة المدهشة للعقول المفتتة للأكباد قد ابتدأت من الأندلس وأفضت بأهلها إلى ما هو معلوم وحلت بما يقرب من تسعة أعشار المسلمين بعد ذلك وكل فرقة من العدو قابضة على طائفة من المسلمين تجد بها السير ليلاً ونهاراً لتبلغها إلى أسفل مما بلغت إليه الأمة