نحمدك اللهم إن وفقت للخير سادة، وبلغتهم على رغم عدوهم الحسنى وزيادة، حيث اخترتهم للذب عن شريعة سيد المرسلين، واصطفيتهم لنصر الحق والدين، وجعلتهم مظهراً لكشف الحقائق، ومصدراً لقهر من ناوأهم من كل منافق أو مارق، في زمان فشى فيه الباطل أي فشو، واستعلى فيه الجاهل أي علو، وعتى بفساده وغيه أشد عتو حتى كان الغالب على جل أهله التعطيل، والتمويه والتضليل، وزخرفة الأقاويل، وليس لهم إلى درك الحق من سبيل، ما دام سعيهم في هذه الأباطيل الناشئة عن مجرد الأهواء الشيطانية المصادمة لشريعة خير البرية وظنوا أنهم خلى لهم الوقت عن معارض فجالوا في ميادين ليسوا من أهلها ولا بفرض الفارض وعندما مدوا أيديهم للعب بمسائل الدين ولم يتفكروا في قول سيد الخلق أجمعين (إن الله عند كل بدعة كيد بها الإسلام ولياً من أوليائه يذب عن دينه) الهم الله تبارك وتعالى من لطفه ومزيد عطفه طائفة من أهل الحق ظاهرين على من خالفهم لا يضرهم من نازعهم أو عاندهم قاموا بخدمته حق القيام وألزموهم حدهم والحق يعلو ولا يعلى (وكلمة الله هي العليا)(وإن حزب الله هم الغالبون)(وأنهم لهم المنصورون) لا شك أن الله تعالى أسعدهم بما استعملهم ووجه إليه هممهم حتى حارت بحججهم عقول الخصوم وبهتوا عن الجواب ولم يقدروا على دحضها من سائر الأبواب بل إنما خالفوا ليعرفوا فيا ليتهم سلموا وأنصفوا (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم) حسداً ويبغون به شهرة وفخراً وسؤدداً والحسود لا يسود وعليه الوبال يعود كلا والله لا يمكنهم الله تعالى من إطفاء نوره وإنما يبكتهم ببدو الحق وظهوره قال تعالى وهو العليم بما يمكرون (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون) والعجب ممن يدافع الحقائق وينازع وهو غير ذائق والسكوت بمثله حري ولائق إذ لا قدم له في تلك الدقائق والرقائق وإنما هو مولع بنقل الغث والسمين من كل كذب ومين كما هو شأن الذين يدعون التمدن والعرفان ولم يتحققوا بحقيقة ما عليه أهل الإيمان وإنما هم أهل هذيان وبهتان لو عرفوا مقدارهم وما هم صائرون إليه ما تجاسروا على ما ليس من شأنهم التجاسر عليه ولكن يعدهم ويمنيهم الشيطان فيطلقون عنان اللسان لظنهم أنهم ظفروا بشيء