للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإسراء والمعراج]

سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير. قال جل اسمه: والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق من الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى، ذو مرة فاستوى، وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدنى، فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى. ما كذب الفؤاد ما رأى، أفتمارونه على ما يرى، ولقد رآه نزلة أخرى، عند سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى. إذ يغشى السدرة ما يغشى، ما زاغ البصر وما طغى، لقد رأى من آيات ربه الكبرى.

الأنبياء عليهم الصلاة والسلام صادقون مصدقون منزهون عن الدعاوي الكاذبة ثبت ذلك بالبراهين القاطعة والحجج الدامغة. فأخبارهم بصدور أمر خارق للعادة واجب تصديقه والإذعان إليه.

إن الله جلت قدرته قد أيدهم بالتأييدات الإلهية وأظهر على أيديهم المعجزات الباهرة الدالة على صدق نبوتهم وحقيقة مدعاهم وخص نبينا صلى الله عليه وسلم بأعظم المعجزات وأجلاها وأسماها وأسناها فمن ذلك الإسراء والمعراج وهما من المعجزات التي خص بها نبينا محمد صلى الله عليه وسل وقد جرى فيهما من خوارق العادات وغرائب الحوادث ما يقضي بالعجب العجاب ويؤكد سمو مقام الرسول العظيم صلى الله عليه وسل عند ربه سبحانه وتعالى.

من عرف مقام النبوة وتحقق أنها لا بد لها من التاييدات الإلهية وتيقن عظيم قدرة الله سبحانه ونه تعالى مطلق الإرادة واسع الأمر بيده ملكوت السموات والأرض يفعل بعباده ما يشاء ويختار لهم ما يريد ونظر إلى الخصوصية التي حازها سيد الخلق على الإطلاق الحبيب المصطفى والرسول المجتبى لا بد وأن يذعن بلا مراء لخبر المعراج والإسراء الدالين على عظيم قدرة الله ورفعه مقام هذا النبي العربي القرشي صلى الله عليه وسلم الإسراء والمعراج وقوعهما ثابت لا شك فيه باتفاق جميع المسلمين وقد اتفق العلماء على أنهما في ليلة واحدة وأن فريضة الصلوات كانت في تلك الليلة وقد اختار الحافظ المقدسي أن ذلك في السابع والعشرين من رجب.

ثبت الإسراء والمعراج باليات السابقة والأحاديث الصحيحة المشهورة التي قاربت حد

<<  <  ج: ص:  >  >>