[إلى روح الني الكريم]
صلى الله عليه وسلم
قصيدة غراء تلاها حضرة العالم الفاضل الأديب صاحب الإمضاء في حفلة أقيمت بمدرسة نجاح الدارين بحمص بمناسبة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم
(بمثل هذا الشهر الميمون)
سلام على روح سمت في الورى قدرا ... وقامت بأعمال فأدهشت الدهرا
محت ظلمة الإشراك واستبدلت بها ... ضياء الهدى بالنصح والرفق والذكرى
أجل إنها روح رقت وتقدست ... وبزَّت بسامي مجدها الأنجم الزهرا
أجل إنها روح النبي (محمد) ... أجلّ الورى قدراً وأعلاهم فخراً
سلام عليها بل وألف تحية ... مدى الدهر لاتنفك تتلى لها تترى
أمولاي قد شيدت أرقى حضارة ... وأطلعت للأكوان من أفقها بدرا
وفي عصرك السامي انجلت مدنية ... فخرت لها روما ودان لها كسرى
وقمت وحيداً في العوالم داعياً ... إلى الله قوماً قد نسوا العقل والفكرا
دعوت ولكن قاوموك فسستهم ... وآذوك فاستعملت في أمرك الصبرا
ثبتّ إلى أن فزت فيما ترومه ... وأطلعت من بعد الظلام لنا الفجرا
أمولاي هل من نظرة كي ترى بها ... أغيلمة قد وسدوا النهي والأمرا
فطاشوا وقاموا يخبطون وما دروا ... بأن عليهم من جنايتهم وزرا
وإن قام يشكو مصلح من فعالهم ... يسومونه خسفاً ويولونه عسرا
على شرعك العالي اعتدوا وتمردوا ... وفي سيء الأفعال قد جهروا جهرا
وما ضرهم أم يصلحوا أو يسددوا ... ولكنما أفواهم ملئت هجرا
أمولاي عطفاً وانظر اليوم حالنا ... فإنا على الضراء لا نحسن الصبرا
لقد هاجمتنا أمة همجية ... وصالت على الأطفال توسعهم ضرا
أغارت علينا اليوم في عقر دارنا ... وقد قتلت من أهلنا أنفساً كثرا
حنانيك أن الذل جاوز حده ... وصرنا نود الموت وهو بنا أحرى
أمولاي إنا أمة أنت ليثها ... وهل تسكت الأسادان عاينت ضيرا؟