(أبو بكر رضي الله عنه) إنكم في مهل رائه أجل فبادروا في مهل آجالكم قبل أن تقطع آمالكم فتردكم إلى سوء أعمالكم صنائع المعروف تقي مصارع السوء الموت أهون مما بعده وأشد مما قبله ليست مع العزاء مصيبة ولا مع الجزع فائدة ثلاث من كن فيه كن عليه البغي والنكث والمكر. إن الله قرن وعده بوعيده ليكون العبد راغباً وراهباً إن أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور. وخطب رضي الله فقال إن أشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك فرفع الناس رؤوسهم فقال ما لكم يا معشر الناس إنكم لطائعون عجلون إن الملك إذا زهده الله تعالى فيما بين يديه ورغبه فيما في يد غيره وانتقصه شطر أجله وأشرب قلبه الإشفاق فهو يحسد على القليل ويتسخط الكثير ويسأم الرجاء وتنقطع عنه لذة البهاء ولا يستعمل العبرة ولا يسكن إلى الثقة وهو كالدرهم القسي والسراب الخادع جذل الظاهر حزين الباطن فإذا وجبت نفسه ونضب عمره وضحى ظله حاسبه الله فأشد حسابه وأقل عفوه.
(عمر رضي الله عنه) كتب لمعاوية إياك والاحتجاب دون الناس واذن للضعيف حتى ينبسط لسانه ويجرئ قلبه وتعهد الغريب فإنه إذا طال حبسه وضاق أدنه ترك حقه وضعف قلبه إذا فاتك خير فأدركه وإذا فاتك شر فاسبقه: إن عليك من الله عيوناً تراك احرص على الموت توهب لك الحياة أطوع الناس لله اشدهم بغضاً لمعصيته كثير القول ينسى بعضه بعضاً وإنما لك ما وعي عنك. حق لميزان يوضع الحق فيه أن يكون ثقيلاً وحق لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً. أصلح نفسك يلصح لك الناس.
وكان يقول ليت شعري متى أشفى من غيظي أحين أقدر فيقال لو عفوت أحين أعجل فيقال لو صبرت. اقرأوا القرآن تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله. ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يغلبك منه. لا تظن بكلمة تخرج من مسلم شراً إذا أنت تجد لها في الخير محلا. من كتم سره كانت الخيرة بيده. من عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء به الظن. لا تتهاونوا بالحلف فيلهككم الله. استشر في أمرك الذين يخشون الله واحذر صديقك الأمين ولا أمين إلا من خشي الله. تفقهوا قبل أن تسودوا. كل عمل كرهت من أجله الموت