[يا للأرامل والأيتام باكية]
قصيدة غراء للشاعر الفاضل أحمد أفندي محرم أنشدت في احتفال البحيرة (مصر)
الله أكبر جل الخطب واحتكمت ... فينا العوادي وطاشت دونها الخيل
حرب تبيت لها الأفلاك ذاهلة ... حيرى يسايرها الإشفاق والوجل
قذافة للمنايا الحمر صارخة ... ملء الفجاج حثاثاً ما بها مهل
ترفض من حولها الآجال جافلة ... تكاد من صعقات الهول تختبل
يا للغزاة قياماً دون بيضتهم ... إذا هوى بطل منهم سما بطل
يا للشهيد بدار الحرب تكنفه ... فيها الملائكة الأبرار والرسل
يا للجريح صريعاً لا مهاد له ... إلا النجيع وإلا النار تشتعل
يا للأرامل والأيتام باكية ... تشكو الطوى وتقوم الليل تبتهل
يا للحمى فزع الأرجاء مضطرباً ... يخاف عادية القوم الأُلى جهلوا
بني البحيرة هذا يومكم فخذوا ... أعلى المواقف كيما يصدق الأمل
تدفقوا بالنوال الجم واستبقوا ... في المكرمات فأنتم غيثها الهطل
إنا لفي غمرة عمياء ليس لها ... فيما تقدمها شبه ولا مثل
نلهو وننعم والأرزاء محدقة ... بنا وحادي الردى في أثرنا عجل
حاشا لقومي أن ترجى معونتهم ... فيبخلوا ويعابوا بالذي بذلوا
إني أرى المال جماً في خزائنهم ... وما عهدت بهم بخلاً إذا سُئلوا
أيمنح البائس المسكين بردته ... ويمنع المال مثر عيشه خضل
يا قوم أن لكم مالكم بدلاً ... ومالكم أبداً من ملككم بدل
حيوا الأميرين حيا الله ركبهما ... أنى استقر وأنى سار ينتقل
قاما بمصر مقام النيربين فما ... تضل سبل الهدى إن رابت السبل
ركنا الخلافة إن عزت دعائمها ... هوج الخطوب وخيف الحادث الجلل
بمثل ما صنعا تنجو الشعوب إذا ... حم القضاء وتحمي خوضها الدول
نعم المقام يبين العاملون به ... وحبذا اليوم فيه يعرف الرجل