بينما كنت أطالع حاشية العلامة الشيخ إبراهيم الباجوري على الجوهرة في التوحيد عند قول المصنف (ومعجزاته كثيرة غرر) إذ وجدته ذكر حديث الغزالة وقال أنه موضوع لا أصل له ونص عبارته_وأما حديث الظبية فألحق أنه موضوع لا أصل له ولفظه كان النبي صلى الله عليه وسلم في صحراء فنادته ظبية يا رسول الله فقال ما حاجتك؟ قالت: صادني هذا الأعرابي ولي خشفان (بكسرالخاء وتسكين الشين) أي ولدان في ذلك الجبل فأطلقني حتى أذهب أرضعهما وأرجع فقال وتفعلين قالت نعم عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل فأطلقها فخرجت تعدو في الصحراء وتقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله لكن الحديث موضوع كما علمت أه فأشكل الأمر علي نظراً لأن كثير من أهل العلم ضمن هذا الحديث في مدائحه النبوية وحصل عندي ريب من هذه القضية فألتمس من فضلكم أن تكشفوا لي النقاب عن وجه الحقيقة لا زلتم منبع العرفان والله الهادي وعليه التكلان وصلى الله على سيدنا محمد وآله وحزبه وسلم.
الجواب:
إن حديث الظبية قد اختلفت فيه أقاويل العلماء فمنهم من قال أنه موضوع ومنهم من قال أنه ضعيف ومنهم من فصل وقال هما حديثان أحدهما تسليم الغزالة وهو موضوع والثاني مناداتها النبي صلى الله عليه وسلم وطلبها الذهاب إلى أولادها وهذا ضعيف وله طرق متعددة يقوي بعضها بعضاً ففي المواهب اللدنية وشرحها في بيان معجزاته صلى الله عليه وسلم ما نصه:
(روى حديثها أي الغزالة البيهقي من طرق) من حديث أبي سعيد (وضعفه جماعة من الأئمة لكن له طرق يقوي بعضها بعضاً) لأن الطرق إذا تعددت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن للحديث أصلاً فيكون حسناً لغيره لا لذاته (وذكره القاضي عياض في الشفاء) بلا سند عن أم سلمة بدون تمريض فيدل على قوته (ورواه أبو نعيم في الدلائل بإسناد فيه مجاهيل عن حبيب بن محصن عن أم سلمة رضي الله عنها قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحراء من الأرض إذا هاتف يهتف يا رسول الله ثلاث مرات فالتفت فإذا ظبية مشدودة في وثاق وأعربي منجدل في شملته نائم في الشمس فقال ما حاجتك