[الإقدام والثبات]
ثمرتهما النصر والظفر
أبى الله إلا أن يحالفنا النصر ... وينزل في أعدائنا الكسر والخسر
أبى الله إلا أن تصان بلادنا ... ولم يفد الطليان منها ولاشبر
أبى الله إلا أن تعود خصومنا ... وأيديهمو من كل فائدة صفر
لوى الدهر عن روما فكان نصيبها ... لدى بغيها الخذلان والقتل والأسر
أصاخت لشيطان الغرور ومادرت ... عواقب ما تأتي المظالم والمكر
فيا أمة أضحت مدى الدهر عبرة ... لكل ظلوم ساقه الطيش والغدر
أغركِ من الحلم فازددت خفة ... وطيشاً أثارته الوقاحة والسكر
زعمت غروراً ساحة الحرب (معملاً) ... لتصنع فيه (المعكرونة) والخمر
ولم تدرِ أنَّ الحرب سوق تباع في ... رحاها المنايا حيث أثمانها العمر
زعمتم بني الطليان أن رجالنا ... تهاب الردى هل يرهب الأسد الزعر
خسأتم ورب البيت فالحرب دأْبنا ... ويشهد في إقدامنا السهل والوعر
أما وسيوف جرَّدتها جيوشنا ... لتغمد في أعناقكم إذ بدا النصر
فما ساقكم عزريل إلا لتصبحوا ... ضحايا (لعيد النحر) إذا قرب النحر
فذوقوا بأيدينا وبال عتوكم ... لقد برح التمويه وانكشف الستر
سأَلناكمو حقن الدماء فلم تروا ... سوى سفكها والظلم مصدره الكفر
فأين أساطيل لكم وجيوشكم ... سلوا البحر عنها حيث أدرى بها البحر
أتيتم حمانا بالجيوش لتبلعوا ... طرابلساً والباعث الجوع والفقر
فهل خلتمو تلك الولاية لقمة ... ولم تعلموها أنها لكمو قبر
أردتم بأن تزودوها فكنتمو ... لتربتها زاداً وخانكمو الحزر
وهل أنتمو إلا بقية فرقة ... بها مثل الحبشان دوراً له ذكر
فتلك لئن أبقت عليكم فهذه ... على ملككم تقضي متى قضي الأمر
غدرتم بنا والغدر فيكم سجية ... كما في وفاء العهد يذكرنا الدهر
فكان مصير الغدر شراً عليكمو ... ولكنما عقبى الوفاء لنا خير