لقد فشى بين الأمة الإسلامية التخلق بأخلاق الغربيين والتمسك بعاداتهم حتى كادت الأخلاق الإسلامية أن تكون نسياً منسياً وأثراً بعد عين لذا رأينا أن نذكر طرفاً من سنن نبينا صلى الله عليه وسلم وأخلاقه الكريمة كي يظهر للأمة ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وصحبه رضي الله عنهم فمن ذلك الاستئذان.
قال تعالى:(يا آيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا_أي تستأذنوا_وتسلموا على أهلها) وقال تعالى (وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم) وروى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي موسى الشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جعل الاستئذان من أجل البصر والسنة أن يسلم ثم يستأذن روى أبو داود والترمذي عن كلدة بن الجنبل رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه ولم أسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فقل السلام عليكم أأدخل وهو حديث حسن وبيان ذلك أن المستأذن يقف عند الباب لا ينظر إلى من في داخله ويقول السلام عليكم أأدخل فإن لم يجبه أحد قال ذلك ثانياً ثالثاً فإن لم يجبه أحد انصرف وينبغي أن ينتظر بين السلام الأول والثاني مقدار أربع ركعات أو مقدار الوضوء أو قضاء الحاجة لعل رب المنزل مشغول عن الجواب فقد نقل العلامة الشهير ابن عابدين في كتاب الحظر والإباحة في حاشيته عن قول الشارح وإذا أتى دار إنسان الخ وفي فصول العلامي وإذا دخل على أهله يسلم أولاً ثم يتكلم وإن أتى دار غيره يستأذن للدخول ثلاثاً يقول في كل مرة السلام عليكم يا أهل البيت أيدخل فلان ويمكث بعد كل مرة مقدار ما يفرغ الآكل أو المتوضئ أو المصلي بأربع ركعات فإن أذن له دخل وغلا رجع سالماً ن الحقد والحسد والعداوة أه وقال أبو موسى الأشعري وحذيفة يستأذن على ذوات المحارم يدل عليه ما روي عن عطاء بن يسار أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أأستأذن على أمي قال نعم فقال الرجل إني معها في البيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن عليها أتحب أن تراها عريانة قال لا قال فاستأذن عليها أخرجه مالك في الموطأ مرسلاً.
وإذ دق الباب على أحد أو استأذن بالسلام فقبل له من أنت يطلب أن يقول فلان ابن فلان المعروف بكذا أو ما أشبه ذلك بحيث يحصل التعريف التام به ويكره أن تقتصر على قوله