الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فقد اطلعت على ما جاءَ في المفيد عدد (٨٤١) رداً على ما نشر في (الحقائق) عن حكم التمثيل لكاتب تدلس برمزه وتستر بإخفاء اسمه تحت عنوان دحض باطل فرأيت أن أبين مالها وما عليها وما ترمى إليه فاستخرت الله في ذلك وسألته الإعانة على ما هنالك أنه على ما يشاء قدير.
فكتبت ما شاء الله أن أكتب فلم يتم الكلام عليها حتى أطلعني بعض الأخوان على مقالتين في المفيد في الموضوع ذاته فرأيت وجوب
الكلام على الجميع فأقول وبالله التوفيق.
الكلام على ذلك في بحثين الأول في العبارة وما ترمي إليه. من رمى بنظره إلى عجر العبارة وبجرها يحكم لأول وهلة أن الكاتب جهول مكابر وحسود متظاهر لم يقصد بكتابته المذاكرة ولم يجر على سنن آداب البحث والمناظرة بل ركب فيها متن عمياء وخبط عشواء ولو دخل البيوت في أسئلته من أبوابها لتطفلت مع العجز برد جوابها أجوبة يستحسنها مع أدلتها أولو الألباب ولا يكاد يظفر بها هو وأمثاله في كتاب ولكن أبى الله أن يجعله مظهراً لاستفادة العلوم وأهلاً لفهم المنطوق منها والمفهوم فهو جاهل لم يدر الدقائق ولم يقدر قدر (الحقائق) ولو كان جهله بسيطاً لأمكن له دواء ولكن الجهل المركب لا دواء له ولا شفاء ألم يعلم هذا الجاهل أن الحجة قامت على تحريم التمثيل من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه حتى تواردت فتاوى علماء المسلمين في منعه وتحريمه ولكن أبى أن يذعن للحق وينقاد لأوامر الشرع حتى ظن أن خلافه يهتك حريم الإجماع ويثلم سنن الأتباع. أيها الكاتب ما الذي حملك على خلاف الأئمة ومصادمة الأدلة وتسميتها بجهلك ألعوبة. كبرت كلمة جرى بها لسانك وحررها بنانك أتخال أن تعدد الكتابات وتلونك تلون الحرباء في الإمضاءات يخفى على الأطفال والبنات أم زيف كلامك يروج بالتمويهات أما تعلم أن (للحقائق) علماء وللدقائق فضلاء هم للدين حماة يذبون عن حرمه