للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التاريخ]

تابع ترجمة أبي بكر رضي الله عنه

٨

فتح ما وراء الحيرة

كان دهاقين ما وراء الحيرة يتربصون بخالد رضي الله عنه ما يصنع بأهل الحيرة فلما صالحهم واستقاموا له جاءُوه من كل ناحية فصالحوه عما يلي الحيرة وبعث خالد أمراءه وأمرهم بالغارة فاجتازوا السواد كله إلى شاطئ دجلة.

ثم أنَّ خالداً بعد أن قضى على دولة المناذرة التي كانت تحكم العراق من قبل الأكاسرة أخذ يتمم فتح العراق فكتب كتابين أحدهما لملوك فارس وهو: بسم الله الرحمن الرحيم. من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس (أما بعد فالحمد لله الذي حل نظامكم، ووهن كيدكم، وفرق كلمتكم، ولو لم يفعل ذلك بكم كان شراً لكم فادخلوا في أمرنا ندعكم وأرضكم ونجزكم إلى غيركم وإلاَّ كان ذلك وأنتم كارهون على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبون الحياة) والآخر للمرازبة وهو (بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس أما بعد فاسلموا تسلموا وإلا فاعتقدوا مني الذمة وأدوا الجزية وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الخمر) وكان العجم مختلفين بموت ملكهم أزدشير وعدم من يولونه من بيت كسرى فلما وصل كتاب خالد اتفق نساء آل كسرى على تولية أحد أمراء فارس وهون الفرخزاد ابن البنذوان حتى يجدوا من يولونه من بيت كسرى فكانت اختلافاتهم الداخلية مما أضعف عزيمتهم وأعان عليم المسلمين.

فتح الأنبار

ثم خرج خالد من الحيرة قاصداً الأنبار فلما بلغها وجد أهلها قد تحصنوا وأشرفوا من على حصنهم فأنشب القتال وقال للرماة أني أرى أقواماً لا علم لهم بالحرب فارموا عيونهم ولا تقصدوا غيرها فرموا رشقاً واحداً ثم تابعوا الرمي ففقئ ألف عين فسميت ذات العيون وكان على الجند قائد اسمه شيرزاد فلما رأى أن لا قبل له بالحرب طلب الصلح على أمر لم يرضه خالد فرد رسله ثم أنه نحر ضعاف الإبل وجعلها في موضع ضيق من الخندق

<<  <  ج: ص:  >  >>