ضمني وبعض الأصحاب مجلس تكلمنا فيه على العمامة وأنها سنة فقال بعض من حضر أنها ليست من السنة الشريفة فأحببت أن أنقل من السنة الشريفة ما يثبت سنيتها لعل الله ينفع به بعض الأخوان والله الهادي إلى سواء السبيل.
فأقول الحمد لله العليم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآلة وصحبه أجمعين أما بعد فإن العمامة سنة من سنن الإسلام. وقد جاء في التعمم أحاديث كثيرة منها ما أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب الجهاد قال حدثنا أبو موسى حدثنا عثمان بن عمر عن الزبير بن جوان عن رجل من الأنصار قال جاء رجل إلى ابن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن آلعمامة سنة فقال نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف اذهب فأسدل عليك ثيابك والبس سلاحك ففعل ثم أتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقبض ما سدل بنفسه ثم عممه فسدل.
وروى أبو نعيم في معرفة الصحابة من حديث عبد الأعلى ابن عدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يوم غدير (خم) فعممه وأرخى عذبة العمامة من خلفه ثم قال هكذا فاعتموا فإن العمائم سيماء الإسلام وهي الحاجز بين المسلمين ذكر هذين الحديثين الشريفين العيني في شرحه على البخاري في باب العمائم.
وفي الجامع الصغير العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا وبين المشركين يعطى يوم القيامة بكل كورة يدورها على رأسه نوراً أخرجه البارودي عن ركانة ونقل القسطلاني في باب العمائم أيضاً عن أبي داوود والترمذي عن ركانة رفعه فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم وعن ابن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه رواه الترمذي وعند ابن أبي شيبة من حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمم عبد الرحمن بن عوف بعمامة سوداء من قطن وأفضل له من بين يديه مثل هذه.
وفي رواية نافع عن ابن عمر قال عمم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عوف بعمامة وأرخاها من خلفه قدر أربع أصابع وقال هكذا فاعتم وفي حديث الحسن بن علي عند أبي داود أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيه وفي الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه. وهل ترخى من الجانب الأيسر أو الأيمن قال الحافظ الزين