يعلم كل عاقل ما لهذه المصيبة من الأضرار وما لها من التأثير على الأخلاق وكيف أنها بفضل تساهلنا تزداد يوماً فيوماً انتشاراً وتفشو من حين إلى حين حتى عمت جميع الطبقات وأصبحت الداء العضال لهذه المرأة بل الضربة القاضية على شرفها وكامل أخلاقها. مع مات في ذلك من مخالفة صريح الدين ومصادمة نصوص الكتاب المجيد والسنة الصحية دع عنك ما نشأ عنها وما ينشأ عنها من إتلاف الثروة وتبديدها على غير جدوى وبلا فائدة غير استحقاق السخط والمقت الإلهي ورمي الطبقة الوسطى فضلاً عمن تحتها بالضائقة المالية والعسر المستمر. . نعم إنك لتجد من تحسب أنه من الأغنياء في اضطراب زائد وكدر عظيم لا يدري ما يصنع أمام هذه الكارثة العظيمة والتيار الجارف.
مهما جد الفقير واجتهد في الكسب والتكسب لا يكاد يرضي امرأته ولا يستميل قلب ابنته فهما في سخط دائم عليه، وكره لحالته فلا يزال عيشه في كذر وليله في سهر يحالف الهم ويرافق الغم يكتسب حتى الحرام فيغش ويخدع ويضرب في كل سهم ابتغاء رضوان أهله ونسائه وما هم عنه براضين ما دام زي أمس يبطله زي اليوم وزي اليوم يبيده زي غد وما دام القصد من اللباس إنما هو التقليد لا الكتساء والتهتك لا التستر.
إن فضلى النساء لا تكاد تتزين لزوجها زينتها إلى السوق وقد ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية.
وقال صلى الله عليه وسلم كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية وأخرج ابن حجر في زواجره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة من خثعم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أخبرني ما حق الزوج على الزوجة فإني امرأة أيم فإن استطعت وإلا جلست أيماً قال فإن حق الزوج على زوجته إن سألها عن نفسها وهي على ظهر قتب أن لا تمنعه نفسها ومن حق الزوج على الزوجة أن لا تصوم تطوعاً إلا بإذنه فإن فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الأرض وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع.
وأخرج أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها