الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه أجمعين وبعد فقد اطلعت على سؤال ورد من المدينة المنورة بإمضاء السيد أحمد علي الهندي الرامضوري وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
ماقول علماء المسلمين أيد الله بهم الدين وقواهم على إزاحة شبه الملحدين في قول رجل سئل عن القيام عند ذكر الولادة الشريفة النبوية فأجاب (وهذا نص كلامه) وأما توجيه القيام بقدوم روحه الشريفة صلى الله عليه وسلم من عالم الأرواح إلى عالم الشهادة فيقومون تعظيماً له فهذا أيضاً من حماقاتهم لأن هذا الوجه يقتضي القيام عند تحقق نفس الولادة الشريفة ومتى تكرر الولادة في هذه الأيام فهذه الإعادة للولادة الشريفة مماثلة بفعل مجوس الهند حيث يأتون بعين حكاية ولادة معبودهم (منهيا) أو مماثلة للروافض الذين ينقلون شهادة أهل البيت رضي الله عنهم كل سنة (أي فعله وعمله) فمعاذ الله فصار هذا حكاية للولادة المنيفة الحقيقية وهذه الحركة بلا شك وشبهة حرية باللوم والحرمة والفسق بل فعلهم هذا يزيد على فعل أولئك فإنهم يفعلونه في كل عام مرة واحدة وهؤلاء يفعلون هذه المزخرفات الفرضية متى شاؤُا وليس لهذا نظير في الشرع بأن يفرض أمر ويعامل معه معاملة الحقيقة بل هو محرم شرعاً انتهى كلامه فهل هذا الجواب صحيح أم لا أفيدونا مأجورين. وأقول جواباً عن ذلك مستعيناً بالله.
إنَّ هذا الجواب غير صحيح من وجوه وبسط الكلام في هذا المقام يحتاج لبيان حكم القيام لأهل الشرف إكراماً وتعظيماً لهم ومنه يعلم استحباب القيام عند ذكر مولده الشريف صلى الله عليه وسلم بالأولى إذ الفرض أنه إنما يفعل إكراماً وتعظيماً ومحبةً لأشرف الرسل صلى الله عليه وسلم فنقول القيام للعلماء تعظيماً للعلم مسنون دليله ما رواه أبو داود في سننه عن أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (قوموا إلى سيدكم) يعني سعد بن معاذ القادم عليكم لما له من الشرف المقتضي للتعظيم قال الإمام النووي يستحب القيام للقادم من أهل الفضل وقد جاءت به أحاديث ولم يصح في النهي عنه شيء صريح أهـ وقال شراح الجامع الصغير يؤخذ من الحديث أي المتقدم سن القيام لنحو