يقوم بيننا دعاة الفساد ينشرون أفكارهم، ويجرون علينا ويلاتهم، يفسدون علينا سياستنا، يغرقون بين عناصرنا، ينفروننا من دولتنا، يساعدون علينا أعداءنا يتسلطون على علماءنا، يحقرون كبرياءنا، يضروننا في ديننا، يسقطون مهابة حكامنا، يسعون في إفساد شباننا، يعملون على إماتة عواطفنا، يعمدون لانتزاع الشجاعة والشهامة منا، كل ذلك يفعله المفسدون ونحن ساهون لاهون.
لا ينبض لنا عرق، ولا يتحرك فينا دم، كأننا لسنا من أهل الحياة فإلى متى هذا النوم يا قوم، هذا صاحب المقتلس منذ إعلان الحرب بين دولتنا المحبوبة وبين إيطاليا أخذ ينشر الأخبار المنكوبة التي تجلب اليأس وتضعف القوى.
نشر قوات إيطاليا وما عندها من الاستعدادات الحربية ليرهبنا بذلك ويقطع عزائمنا. بين ضعف الدولة وفقرها وثبط العثمانيين عن جمع الإعانات وتحرص بأنهم لا يجمعون من المملكة أكثر من ربع مليون ليرة وأن من الحكمة أن يصرف على أعمار بلادهم. وقال في الرد على من يحث العثمانيين وعموم البلاد الإسلامية على مساعدة الدولة بأموالهم كما فعل الفرنسيون واليابانيون (فأين نحن من يا بأن مملكة الشمس المشرقة وفرنسا ممدنة العالم) كأن العثمانيين ليسوا من بني البشر. وقارب أن يفضل السياسة المدنية على السياسة الشرعية الربانية في مقالة نشرها بإمضاء س. ز. ولما رأى أن مسألة اختلاف العرب والترك قد زالت وأن الأمة أدركت خطأها وتبين لها بفضل الوعظ الديني أن الواجب عليها أن تتضامن وتتكافل وتنسى الأحقاد وتدع الشخصيات ليتسنى لها الخروج من هذا المأزق الحرج الذي وقعت فيه لم يرق له ذلك فقام ينشر ما يدعو إلى النفور ويزعم أن خطباء المسلمين يهيجون الناس لأنهم يأمرونهم بالجهاد في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ويحثونهم على مساعدة دولتهم والدفاع عن إخوانهم بالإعانات والتطوع مموها أن في ذلك ما يثير الخواطر على المسيحيين كذب والله فأله، وطاش سهمه، وخاب ظنه فليس في الحث على الجهاد ما يوجب شيئاً من ذلك. وهل المسلمون والمسيحيون إلا سواء في الوطنية، سواء في العثمانية وهاهم يعملون معاً يداً واحدة على جمع الإعانات لإنقاذ دولتهم وأهل وطنهم