وأمثالها لو لم يحضر لم يتصدق فكانت منه لأجل حضور الرواية واتباع نفسه سبيل الغواية لا لوجه الله عز علاه ولا للثواب يوم المآب.
ولا ريب أن الذين يمثلون الرواية ليسوا ذوي مروءة وشهامة لخروجهم أمام الناس بهيئة تشينهم في دينهم وتثلم عرضهم بين المجتمعين عليهم إذا كان يصدق على أمر دهم قول الشاعر:
يرينا صفحتي قمر ... يفوق سناهما القمرا
يزيدك وجهه حسنا ... إذا مازدته نظرا
ونتأكد أن لا أحد من المواطنين سيما أصحاب المروءة والدين يؤازر هذا العمل الشري المنكور وأن موه بأنه تدعو إليه الوطنية الصحيحة في مثل هذه الأزمات الشديدة إذ كانت إعانة الحملة الطرابلسية يمكن جمعها أضعافاً مضاعفة بدون فحش وثلم عرض وإخلال بالمروءة وارتكاب محرمات جمة لا يرتضيها صاحب دين أو ذمة ونشكر بلسان الدين والمروءة والشهامة أصحاب الوجدان الذين يتركون مؤازرة المشخصين المرد لما علموا أن قصد الواردين إليهم التمتع بجمالهم وما كنا نحتال أن يسترسل في دمشق بعض أبناء العائلات الكرمة في مثل هذه المفاسد المميتة للأخلاق ولم ندرِ كيف سمح ولهم أولياؤهم بالانغماس في سبيل هذه السفاسف الغربية وهم يعلمون أن اقتداءنا بالغربيين بالضار من عاداتهم دون المنافع هو داؤنا العضال وكان الأولى بهؤلاء الشبان أن يجتهدوا في نفع أمتهم بما يرفع شأنهم ويعلى من أقدارهم ولعلهم إلى ذلك صائرون.